استحضار روح خليجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح منتخب الإمارات الوطني في تحديات دائمة تفرض عليه الحيطة والحذر والتركيز الشديد في كل مباراة يخوضها، هكذا أصبح الواقع في ضوء التصاعد المنطقي في أداء ونتائج المجموعة الحالية من اللاعبين، والتي كان آخرها الفوز بكأس خليجي 21 في البحرين. وعندما نتحدث عن هذا الواقع فنحن لا نضع قيوداً وضغوطاً كبيرة على اللاعبين، وإنما نضع النقاط فوق الحروف.

ونشير إلى طبيعة المسؤولية التي باتت مفروضة عليهم، ويجب الانتباه إليها جيداً، لأنه إذا كان قد سمح لهم بأخطاء وعثرات في مرحلة ماضية، فلم يعد مسموحاً ذلك الآن بعد بلوغهم مرحلة النضج الكامل، وزيادة رصيدهم من الخبرات التي يفترض أنها أثقلت عودهم بما يكفي للتعامل مع كل الظروف.

في المباراة الأولى بفيتنام، ورغم الأفضلية الواضحة لمنتخب الإمارات إلا أن الفوز تحقق بصعوبة، وكنا نتفهم ذلك، كون المباراة جاءت في أعقاب الإنجاز الخليجي والنشوة العالية بالنصر التي طغت على كل المشاعر، لكن الظروف الآن مختلفة، ومباراة اليوم أمام خصم عنيد وقوي سبق أن تقابلنا معه أكثر من مرة.

ورغم أفضليتنا عليه إلا أنها تتحقق بشق الأنفس، ونظراً لتعرضه لخسارة نقطتين في الجولة الأولى بتعادله مع هونغ كونغ، فإن موقفه سيصبح صعباً لو فقد نقاطاً أخرى اليوم، وعليه ستكون مهمتنا أمامه صعبة وتفرض على اللاعبين التركيز منذ البداية لحسمها مبكراً، مستثمرين ما لديهم من عناصر قوة وتفوق ومعرفتهم شبه المتكاملة بقدرات هذا الفريق.

لا يختلف اثنان على أن غياب عمر عبدالرحمن نقطة ضعف، لما يمثله من إمكانيات فنية مفيدة جداً للمنتخب، كما لا يختلف اثنان على أن وجوده في صفوف المنتخب يمثل قوة كبيرة ومصدر اطمئنان للجميع، لكن لابد وأن نؤكد أن أي منتخب لا يشكل من لاعب واحد، وإنما هو مجموعة من اللاعبين تحتاج إلى التكامل والانسجام والتفاهم بحيث تكمل بعضها في المباريات بالمستوى الذي يحدث التناغم العام ويؤدي إلى نجاح الفريق في بلوغ أهدافه.

وهكذا يمكن تشبيههم بمجموعة التروس التي تكوّن آلة متكاملة، وطالما أن لدينا البديل القادر على تعويض هذا الغياب، ولو بأسلوب مختلف، فهنا لن تكون لدينا أية مشاكل، ويقيني أن المنتخب لديه من اللاعبين البدلاء من هم قادرون على أداء مهمة «عموري»، بما يساعد المنتخب على حصد النقاط الثلاث ومواصلة صدارته للمجموعة الخامسة.

نحن على ثقة ويقين من قدرة وحكمة مهدي علي في اختيار المجموعة التي ستخوض المباراة بما يعين الأبيض على الظهور بأفضل صورة، المهم أن يركز اللاعبون في أداء المهام المطلوبة منهم في الملعب، ويعلموا أن عيون الرقابة زادت عليهم لتسجل كل كبيرة وصغيرة عنهم.

ولابد أن يعي كل أبناء الإمارات أن المهمة غير مقصورة على اللاعبين وحدهم، وإنما تحتاج إلى مساندتهم، وبالقدر الذي لا يقل أهمية عن المشهد الذي كانوا عليه إبان مساندة المنتخب في البحرين، فكلتاهما مهمة وطنية تتطلب تضافر جهود الجميع ووقوفهم إلى جانب المنتخب. هذا المنتخب حافظ على إدخال البهجة والسعادة إلى نفوسنا منذ تشكيله الأول، وحتى تتواصل فرحتنا وسعادتنا بانتصاراته، علينا مساندته لمواصلة النجاح وملء مدرجات استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة اليوم، والقادم أحلى بإذن الله.

Email