كأس اتصالات.. التجربة والخطأ

ت + ت - الحجم الطبيعي

الساحة الرياضية تعج بالنشاط الذي لا يتوقف هنا وهناك، بعضه منتظم ودائم، مثل المسابقات المحلية لمختلف الألعاب، وبعضه متغير ومتجدد، مثل البطولات الكبيرة التي نستضيفها وننظمها من أسبوع لآخر وأحيانا في نفس الأسبوع والأيام، ووسط هذه الأمواج المتلاطمة هناك أحداث أخرى كثيرة ومشاكل وقضايا تفرض نفسها من خلال التطبيق، ولعل من أبرز هذه القضايا معايير اختيار أفضل فريق حصل على المركز الثاني في دوري المجموعات لكأس اتصالات للمحترفين، ليصبح صاحب أحقية في التأهل للمربع الذهبي مع أبطال المجموعات الثلاث، وهنا لابد وأن أشير بل وأزعم أن أحدا لم يلتفت إلى افتقاد هذه المعايير للمنطق عند إعلانها وإقرارها، ولم يتوقع أحد أن تكون هذه هي حصيلتها، التي لا أفشي سرا إن أشرت بأن البعض وصفها بالظالمة.

لقد ابتدعت اللجنة الفنية في لجنة دوري المحترفين أسلوبا خاصا في توزيع الفرق وعددها 14 على 3 مجموعات، 5 فرق في مجموعتين و4 فقط في الثالثة، ورغبة منها في إرساء مبدأ العدالة قررت عند تحديد أفضل ثاني في المجموعات الثلاث، استبعاد نتائج الفريقين المحتلين المركز الخامس والأخير في المجموعتين، بحيث تبدو المجموعات الثلاث وكأن كلاً منها مكون من 4 فرق فقط.

ظاهريا يبدو الأمر منطقيا ويحقق العدالة وتكافؤ الفرص، ولكن تنفيذيا، كثرة مباريات المجموعتين جعل نتائج بعض مبارياتها مؤثرة في تحديد مراكز الفرق، التي كان لها بالتبعية التأثير على طبيعة وحجم اهتمامها بالمباريات اللاحقة، وهو ما لم يحدث بنفس التأثير في المجموعة الثالثة، أضف إلى ذلك أن فرقاً كثيرة كانت تعتقد أن دوري المجموعات من دور واحد، وفوجئت بجدول مباريات الدور الثاني، وكان لذلك بلا شك تأثيره المتغير عليها أيضا.

والسؤال، لماذا نلجأ إلى هذا الاجتهاد الذي يحدث البلبلة والمشاكل؟ طالما كان لدينا البديل الأفضل والأسهل تنظيما والأكثر عدلا بما يوفره من تكافؤ فرص متساوية أمام الجميع.

لماذا لم تقسم الفرق على مجموعتين بواقع 7 فرق في كل مجموعة، وبالتالي لا يكون هناك أي تمييز بينها؟ وإذا كانت الإجابة صعوبة ذلك، بسبب ضيق الوقت نتيجة لارتباطات فرق الأندية والمنتخبات بالمسابقات الأخرى محليا وخارجيا، أشير إلى أنه كان من السهل توفير المزيد من الوقت أمام لجنة دوري المحترفين واستثماره في مواقع أخرى لو اكتفت بإقامة دوري المجموعتين من دور واحد، خاصة وهذه المسابقة رغم إمكانية استثمارها بشكل أفضل إلا أنها لا تقدم أي حوافز للفرق مما يؤثر سلباً عليها.

وأذكر لجنة دوري المحترفين ومعها المعنيين في اتحاد كرة القدم بما يواجهان من مشكلة حاليا في تحديد موعد مباريات قبل نهائي ونهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وذلك بسبب عدم وجود أي بديل للفترة الإضافية التي منحت لاستعدادات المنتخب الوطني، وهذا يمثل خللاً في التنظيم، لأنه كان من المفترض توفير أيام فيما يمكن تسميته بالاحتياطي الاستراتيجي لأي طوارئ، ولو كان ذلك في الحسبان وحدث التنسيق المثالي بين مختلف لجان الاتحاد، لكان الخيار الأمثل إقامة المرحلة الأولى من كأس اتصالات للمحترفين من مجموعتين ومن دور واحد حتى يصبح لدينا الوقت الاحتياطي للطوارئ.

 الآن لن نبكي على اللبن المسكوب، ولكن لابد وأن نتعلم من التجارب والأخطاء.

Email