دواعي اعتذار سعيد حارب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تساءل الكثيرون عن سعيد حارب، وأين هو الآن من نادي الوصل، حتى أن كثيرين توقعوا أن يكون نائب الرئيس الذي سيتولى إدارة شركة كرة القدم، ليس لأنه شقيق عبدالله حارب، الذي أسندت إليه مهمة تشكيل مجلس الإدارة الجديد، ولكن لما يتمتع به من خبرات إدارية وفنية عميقة وعلاقته الوثيقة بكرة القدم التي تعود للسبعينات واستمرت لما يقرب من 20 عاما.

فسعيد حارب هو ذلك الشبل بصفوف فريق نادي النصر ثم اللاعب بالفريق الأول لكل من الزمالك (الوصل حاليا) والأهلي، وهو من أبرم أول صفقة مع مدرب برازيلي في الإمارات، عندما سافر إلى البرازيل عام 1980 مع أحمد الشعفار والحاج خميس سالم للتعاقد مع نينوس مدرباً للوصل، وهو من تولى منصب مدير المنتخب الوطني الأول عام 1985 مع المدربين البرازيليين كارلوس ألبرتو وشيرول، بقرار من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس الاتحاد في ذلك الوقت، وظل معه حتى تأهل لمونديال إيطاليا 1990، والتاريخ مليء بالكثير عن علاقة سعيد بكرة القدم، التي قد لا يعرفها الكثيرون بسبب ارتباطه الوثيق بالرياضات البحرية طوال سنوات عديدة مضت.

والحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون أن عبدالله حارب عرض بالفعل على سعيد أن يشاركه هذه المسؤولية، لكنه اعتذر، ليس تكبراً على المنصب ولكن احتراماً لما تتطلب هذه المهمة من صفات ومسؤوليات في الشخص المكلف بها ولا يرى أنه الشخص المناسب لها على الأقل في الوقت الحالي، هكذا قال لي سعيد حارب عندما سألته لماذا اعتذرت عن مساندة أخيك؟ فسعيد يرى أن شركة كرة القدم قطاع استثماري وبالتالي معرضة للنجاح والفشل، وعليه لابد وأن تدار بفكر تجاري، فني ومحترف، وليس بعقلية الهواة، ويجب على من يتولى هذه المهمة، إلى جانب توافر هذه الصفات فيه، أن يكون متفرغا لها، أما أن يتولاها شخص لديه وظيفته في النهار ولا يمكنه أن يعطيها أكثر من ساعتين في المساء، فهذا لا يمكن أن يحقق النجاح المأمول الذي ينتظره القائد والجمهور.

عندما تكون هذه هي رؤية سعيد حارب للعمل الإداري، ويراه تكليفاً يحتاج إلى مواصفات عدم توفرها تنفي عن المكلف صفة التناسب، فلابد وأن نحترم رأيه ونشكره، لأنه اعتذر عن قبول منصب قد يتحول إلى عبء عليه، وبدلا من أن يضيف إلى المنصب، نجد المنصب هو من يضيف إليه، ومما يزيده احتراماً أنه جاء لشقيقه الأكبر، الذي لم يرفض له أي طلب من قبل، لكنها لحظة الصدق مع النفس.

الجميل في الأمر أن عبدالله حارب الذي فوجئ بهذا الاعتذار، وكان يعول كثيرا على سعيد في أداء مهمته، بل وينظر إليه على أنه رجل المرحلة القادمة، إلا أنه كان سعيداً جداً بهذا الموقف ويعلنه بفخر، لأنه كشف معدن أخيه الأصيل ومدى حرصه على نجاح المهمة وليس مصلحة الشخص، ولأنني أعرف سعيد حارب جيداً، فأنا واثق من أنه إذا كان قد رفض المنصب إلا أنه لن يبخل على شقيقه بالمشورة في هذه المهمة التي قدرها بأنها صعبة، ودعا الله أن يعين "أبا محمد" عليها، وأن يحسن اختيار من يعينونه على أدائها، كما يأمل سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، رئيس النادي، الذي منحه هذه الثقة.

Email