دبي.. قبلة عالمية للرعاية الصحية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خطوة لافتة لقيت استحسان الكثيرين، أعلنت «دبي الصحية»، عن انضمام دفعة جديدة من الممرضين والممرضات المواطنين إلى كوادرها الطبية في عدد من المستشفيات التابعة لها، الأمر الذي يسهم في تعزيز الكفاءات الوطنية في هذا القطاع الحيوي، ويدعم مسيرة التوطين في الدولة. وزادت قيمة هذه الخطوة بتزامنها مع احتفالات الدولة بـ «يوم الإمارات الطبي» الذي تم تخصيصه تقديراً لجهود الكوادر الطبية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في تعزيز صحة المجتمع وجودة الحياة.

ووفق ما نشرته الصحف، فقد ضمّت الدفعة الجديدة كفاءات وطنية من الحاصلين على درجة البكالوريوس في التمريض من كلية العلوم الصحية من جامعة الشارقة. 

ولعلها فرصة تدفعنا إلى تسليط الضوء على الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات والمنشآت الصحية المختلفة، والإنجازات الرائدة التي حققها القطاع خلال الفترة الماضية.

لا شك أن انضمام هذه الدفعة من الممرضات والممرضين المواطنين للقطاع الطبي يشكّل خطوة استراتيجية تنسجم مع رؤية القيادة الرشيدة من أجل بناء الخبرات والكوادر الوطنية وإرساء منظومة رعاية صحية متطورة ترتقي بصحة الإنسان.

والحقيقة أن هذا القطاع الإنساني حظي دوماً على تركيز واهتمام القيادة التي ترى أن الرعاية الصحية للمواطنين أمر بالغ الأهمية، وتعتبره ضمن رؤيتها لمفهوم الأمن القومي. لذا تبدو حريصة في توجهها نحو رفع كفاءته من أجل تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على المكتسبات والإنجازات التي تحققت مع إمكانية البناء عليها.

حرصت شخصياً على الاستزادة في هذا الملف، وبالحوار المثمر مع بعض قياداته وكوادره أيقنت أن فلسفة إدارة هذا القطاع لا تنتظر أن تباغتها الأحداث؛ بل تستشرف المستقبل وتتحسب له وتضع الخطط المناسبة لمواجهته، ولنا في مواجهة أزمة فيروس كورونا العبرة والدليل.

وبعبارة أخرى، فإنه من منطلق الإيمان بأن «الوقاية خير من العلاج»، فإن استراتيجية عمل القطاع الصحي وفق رؤية القائمين عليه تقوم على التحول من الرعاية الصحية إلى العناية بالصحة عبر نهج استباقي ووقائي، وبما يحقق رعاية صحية تُركّز على النتائج وتستند إلى بنية تحتية مستدامة ومبتكرة وقادرة على مواكبة المتغيرات.

وعلى ضوء ما تقدم، فإنّ مستقبل القطاع الطبي في الإمارات والرعاية الصحية يبدو واعداً ومبشراً بكل خير وقادر على تحقيق النجاح والمزيد من الإنجازات من خلال الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية الصحية لتلبية احتياجات المجتمع، وتحقيق رؤية مستقبلية متطورة في هذا المجال، وذلك بدعم من جهود الكوادر الطبية والمهنية الصحية في الإمارات، والتزام المنشآت والمؤسسات الطبية في الدولة بتطوير القطاع الصحي، وتعزيز قدراته من خلال الابتكار واستخدام التكنولوجيا بشكل فعّال.

وأخيراً.. فإن تطوير القطاع الطبي يرسخ مكانة دبي وجهة عالمية رائدة للرعاية الصحية وحاضنة للابتكار واستقطاب الكفاءات المتميزة في هذا المجال الحيوي والمهم.

Email