الإمارات أنموذج في التلاحم المجتمعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كعادتها سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة نجاحاً باهراً في التعامل مع الأزمات ولعل آخرها تعامل أجهزة الدولة كافة مع تداعيات الحالة الجوية التي سادت البلاد خلال أبريل الجاري. خطط وفرق وجهود تطوعية أسهمت في العودة للحياة الطبيعية خلال أيام قليلة لتكون الإمارات أنموذجاً في التعامل المتميز مع الأزمات. ولكن رغم كل الجهود ورغم أن كمية الأمطار التي هطلت خلال ساعات فقط على الدولة تعادل ما يهطل على بريطانيا خلال أشهر، شاهدنا بعض النفوس المريضة التي بدأت التصيد بالماء العكر لن ولم تنجح بفضل الله في ذلك. الحالة الجوية جاءت لتعطينا مؤشراً لمدى كفاءة الأداء في الدولة، ومقياساً لمؤشر النجاح والتفوق في كل المجالات. وحقيقة لا أستغرب ما سمعناه ورأيناه على مواقع التواصل الاجتماعي من فئة مجهولة أو مشبوهة، كون أنّ لكل ناجح حاقداً يظهر ما وقر في صدره حين الأزمات.

ما حدث أظهر إيجابيات المجتمع الإماراتي، حيث تكاثفت الجهود، ورصدت المليارات لتحسين البنية التحتية لتكون مؤهلة لأكثر مما جرى. كما أظهرت مدى كفاءة الأطقم المدنية في سرعة تعاملها مع الحدث عبر سرعة شفط المياه وفتح الطرقات وإعادة رصف الطرق العامة التي تضرّرت، وصدور توجيهات وإرشادات للسلامة ووضع خطوط ساخنة للطوارئ، والانتشار السريع لفرق الدفاع المدني، ووضع خطط سريعة لاحتواء الحدث وقد كان.

لكن أسمى هذه الإيجابيات - من وجهة نظري - تلك التي تجلّت في اللُّحمة الوطنية التي أظهرت مدى قوة الترابط الوثيق بين القيادة والشعب وكل المقيمين على أرض الإمارات، عبر انتشار كبير وفعّال لقوافل المتطوعين المدنيين من شتّى الأعراق والأجناس، التي هبّت لنجدة الأهالي، والتي أظهرت تفانيهم في عملهم وإخلاصهم في مهامهم وتقديم المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة شخصية خلال تعاملهم مع الأزمة. 

هذا التكاتف ليس غريباً ولا وليد اللحظة. بل هو ثمرة ما غرسته القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وإخوانهم حكام الإمارات الكرام الذين غرسوا حبّ هذه البلاد في وجدان من يعيش على أرضها دون تفرقة بسبب عرق أو دين أو هوية، والتي عملت على تدعيم مبدأ المساواة أمام القانون، وإشعار الفرد بذاته وإعطائه قيمته.

فشكراً للحدث الذي أظهر المعادن الأصيلة والمواقف النبيلة، وأبرز الترابط الوثيق الذي يجمع بين أفراد المجتمع والقيادة الرشيدة، والتفافهم حولها.
ولا يفوتني أن أبارك لكل من يعيش على تراب الإمارات هطول أمطار الرحمة والخير والتي أحيا الله بها الأرض والزرع والضرع.

Email