الأسرة.. وأجندة «دبي الاجتماعية 33»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد الإنسان المحور الأساسي في فكر القيادة الرشيدة، وهو ما ظهر جلياً في كافة المبادرات والمشاريع الوطنية، حيث إن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «أجندة دبي الاجتماعية 33» حتى العام 2033، تحت شعار «الأسرة أساس الوطن»، وبهدف تكوين أسر مستقرة وتهيئة أجيال واثقة بقدراتها متمسكة بهويتها وجاهزة للمستقبل، هي امتداد لجهود القيادة الرشيدة في إطلاق المبادرات والمشاريع التي تصب جميعها في تحقيق رفاهية وجودة الحياة.

وتطمح «أجندة دبي الاجتماعية 33» إلى تحقيق 5 غايات تتمثل الأولى في: «تحقيق الأسر الأسعد والأكثر ترابطاً وتسامحاً وتمسكاً بالقيم والهوية الوطنية، حيث تستهدف تمكين مواطني دبي ورفع إنتاجيتهم ومساهمتهم الاقتصادية بما يحقّق اكتفاءهم الذاتي واستقلالهم المادي، إضافة إلى ضمان الاستقرار الأسري والاجتماعي للإماراتيين، والتركيز على رفع معدلات النمو الطبيعي، من خلال دعم الأسرة وتلبية تطلعاتها، مع العمل على صون الثوابت والقيم، وتعزيز الهوية الوطنية والسمات والثقافة الإماراتية..

وتركز الغاية الثانية على: «المنظومة الصحية» الأكثر كفاءة وجودة ومواكبة لأفضل المستويات العالمية، من خلال تعزيز أنماط الحياة الصحية (مثل النشاط البدني والتغذية السليمة والصحة النفسية)، وتطوير جودة الخدمات الصحية والوقائية والدامجة (البدنية والنفسية) بتكلفة مقبولة.

وتسعى الغاية الثالثة لـ«أجندة دبي الاجتماعية 33» إلى المنظومة التعليمية الأكثر قدرة على مواكبة طموحات دبي المستقبلية وتعزيز رأس مالها البشري، حيث تستهدف تطوير منظومة تعليمية متميزة ترتقي بالتعليم بكافة مراحله من خلال التركيز على رفع الجودة، والتكلفة المقبولة، وضمان توفر منصات وبدائل تعليمية متنوعة، تكسب الطلبة مهارات وقدرات متنوعة للمستقبل.

وركزت الغاية الرابعة على: «المنظومة الاجتماعية» الأكثر فعالية واستباقية في الحماية والرعاية والتمكين، عبر تطوير نموذج يعزز الحماية والرعاية الاجتماعية وتكافؤ الفرص لكافة أطياف المجتمع بما فيها الفئات الأكثر عرضة للضرر، ويقيهم المخاطر الاقتصادية والاجتماعية من خلال تطوير بيئة تعزز العمل المجتمعي، والإنساني، والتطوع الفردي، والمؤسسي. وتستهدف الغاية الخامسة لـ«أجندة دبي الاجتماعية 33»، تطوير المدينة الأمثل بتجربتها المعيشية وخدماتها الإسكانية وحراكها الثقافي ونشاطها الرياضي.

إن الأسرة بجميع المقاييس تعتبر «خط الدفاع الأول» لحماية المجتمع من كل العوامل.. التي تهدد أمنه واستقراره، وحصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المركز الأول عربياً ضمن أفضل الدول لرعاية الأسرة أتى ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تحرص على الاهتمام بالأسرة كونها المحور الرئيس في عملية التنمية الاجتماعية.. وكونها حاضناً أول للنشء المعول عليهم في بناء الوطن.. والمشاركة في منظومة تطوره وحراكه الاجتماعي..

ما حصلت عليه الإمارات عربياً من مركز مشرف لرعاية الأسرة، هو دلالة مؤكدة على ثمرة الجهود التي توليها قيادتنا الرشيدة لرعاية الأسرة وحمايتها إدراكاً منها لكونها اللبنة الأساسية.. والمحور الرئيس للتنمية الفعالة المستدامة.

ويتفق الباحثون والمختصون في الدراسات الاجتماعية.. «أن العولمة التي تعيشه مجتمعاتنا لها تأثيرات متعددة على هوية وثقافة الشعوب كافة وخاصة: «الأسرة العربية».

الظاهرة حولت العالم إلى قرية كونية واحدة.. تلاشت فيها حدود الزمان والمكان.. وأتاحت بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي، حرية انتقال المعلومات ورؤوس الأموال بين دول العالم التي أصبحت كلها مجرد خيوط في هذه الشبكة العنكبوتية.. وكان لهذه الظاهرة آثارها الإيجابية بلا شك، لكن ما يعنينا في هذا المقال آثارها السلبية خصوصاً على الأسرة.. وهي:

1 - انتشار القيم المادية والاستهلاكية.. بحكم ما تفرضه ظاهرة العولمة من ثقافة استهلاكية. أفرزها الانفتاح على الثقافات الأجنبية. وقد ترتب على ذلك تراجع قيمة العمل داخل الأسرة.

2 - تهميش الهوية والثقافة الوطنية حيث تعمل العولمة على إضعاف الهوية وتهميش الثقافة الوطنية. بحكم نزوع العولمة إلى فرض ثقافة عالمية.. ذات قيم وعادات وتقاليد مختلفة عن قيم وعادات وتقاليد المجتمع.

3 - إفراز قيم وعادات وتقاليد تتناقض وتتعارض مع القيم والعادات والمعايير السائدة في المجتمع.

4 - انتشار قيم الأنانية والفردية على حساب القيم الجمعية وقيم الترابط الاجتماعي. مما يؤثر سلباً على دور الأسرة في تدعيم القيم الإيجابية.

5 - ارتفاع معدلات التفكك الاجتماعي وعدم الاستقرار الأسري.

6 - تراجع أشكال الحماية والرعاية والدعم العاطفي الذي تقدمه الأسرة لأعضائها.

7 - تراجع: «دور الأسرة» بوصفها إطاراً مرجعياً في تنمية وتعزيز القيم الإيجابية للمجتمع.

ومن هذا المنطلق وإدراكا لأهمية الأسرة في النظام الاجتماعي.. وبواجب أهميتها وحمايتها ورعايتها والحفاظ على كيانها وهويتها الوطنية وقيمها الاجتماعية والأخلاقية.

تحرص الإمارات من خلال شعار «الأسرة أساس الوطن» لتحقيق مستويات سعادة الأسرة وترابطها، وتوفير أرقى المعايير في الإسكان، والرعاية الصحية والوصول إلى بناء المنظومة التعليمية الأكثر قدرة على تلبية طموحات دبي المستقبلية، وتحصين منجزها بالمجتمع الأكثر تسامحاً وتمسكاً بالهوية الوطنية.

Email