سنة إماراتية جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد اتحادها الثاني والخمسين، في كل عام يتميز الاحتفال بشيء وما يميز العيد الإماراتي هذه السنة هو استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب 28».

وبهذه الاستضافة والحضور الدولي عالي المستوى وحضور عشرات الآلاف من قادة الدول والحكومات والمنظمات والخبراء والمتخصصين في قضايا المناخ، كأن العالم بهذا الحضور جاء ليشارك دولة الإمارات احتفالاتها وفرحتها بإنجازاتها ونجاحاتها التي بدأت في الثاني من ديسمبر عام 1971.

منذ تأسيسها اعتادت دولة الإمارات على أن تقدم للعالم دروساً وفوائد جديدة في كل عام، وفي هذا اليوم تختتم عاماً مضى تحققت فيه الكثير من الإنجازات والنجاحات وتبدأ سنة جديدة مليئة بالأحلام والطموحات، إلا أن ما يميز بداية السنة الإماراتية الجديدة (سنة 53 الإماراتية) أنها بدأت باستضافة أكبر حدث دولي يناقش قضايا المناخ (مؤتمر الأطراف - كوب 28).

ما تحقق خلال 52 عاماً يفوق الخيال والتوقعات، والإنجازات الإماراتية عديدة ومتنوعة وشملت المجالات كافة، هنا أود أن أقول إن من أهم الدروس التي قدمتها دولة الإمارات للحكومات والدول في العالم أجمع ورسالة خاصة للعرب، أنه إذا أردتم وعملتم تستطيعون تحقيق ما تحلمون به وتستطيعون التغلب على التحديات والصعاب، فالنموذج الإماراتي يثبت ذلك عملياً.

لكن السؤال المهم هو أين يكمن السر في نجاح النموذج الإماراتي؟ من وجهة نظري أن السر يكمن في النية الصادقة ووضوح الرؤية والإخلاص في العمل والتكاتف المجتمعي مع القيادة وثقته بها، لذا استطاعت دولة الإمارات من تحويل التحديات إلى فرص نجاح والعقبات إلى درجات للصعود والعلو.

لقد واجه القادة المؤسسون لاتحاد دولة الإمارات الكثير من الصعاب والتحديات، ونحن نحتفل في كل عام بعيد الاتحاد نستذكر جهودهم وتضحياتهم وإخلاصهم، إلا أن الملاحظ كأن هذه الصفات والسمات التي اتسم بها القادة المؤسسون ورثت وترسخت لدى أبناء الإمارات الذين يكافحون ويبادرون ويبذلون الجهد في العمل ويبحثون بأنفسهم عن التحديات للتغلب عليها ويسعون إلى إضافة المزيد من الإنجازات والنجاحات لرصيد دولتهم حباً ووفاءً لدولتهم وقادتهم.

لقد مرت دولة الإمارات بثلاث مراحل مهمة ومكملة لبعضها، المرحلة الأولى مرحلة التأسيس وهي مرحلة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ثم تلتها مرحلة التمكين مرحلة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه.

وها نحن اليوم نعيش المرحلة الثالثة مرحلة الصعود نحو المستقبل بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هذه المرحلة التي أعدت لها دولة الإمارات الخطط والبرامج الطموحة، بهدف الوصول إلى المستقبل، وقد أعلنت الدولة عن عدة استراتيجيات لذلك منها استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، وعملت على تعزيز الوعي لدى الشعب بأهمية استشراف المستقبل والاستعداد له.

في المفهوم والفكر الإماراتي الاحتفال بعيد الاتحاد ليس نهاية سنة وبداية أخرى جديدة، بل هو الاحتفال بما تحقق من إنجازات والاحتفال ببدء انطلاقة جديدة مع سنة جديدة مليئة بالطموحات والأحلام والهدف هو تحقيق المزيد من الإنجازات وزيادة رصيد الإنجازات الإماراتي.

خلال هذا العام تحققت الكثير من الإنجازات نذكر منها، تتصدر دولة الإمارات 186 مؤشراً عالمياً، بالإضافة إلى تصدرها لـ430 مؤشراً إقليمياً، كذلك استطاعت أن تحافظ على مكانتها للعام التاسع على التوالي ضمن أهم عشرين دولة من كبار المانحين للمساعدات، كما أنها حققت عن طريق ابن الإمارات رائد الفضاء سلطان النيادي أطول مهمة لرائد فضاء عربي.

حيث قضى 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، أي أنه أكمل 4000 ساعة عمل في الفضاء قام خلالها بإجراء نحو 200 تجربة علمية، هذا الإنجاز يؤكد أهمية الاستثمار الذي قامت به دولة الإمارات في أبنائها من خلال تسليحهم بالعلم والمعرفة وتقديم الدعم والتشجيع وتوفير كل سبل النجاح لهم وتجهيزهم وتأهيلهم للمستقبل ومتطلباته.

Email