غزة في قلب الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

السلام والأمن العالميان والاستقرار الإقليمي أولويات لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيم تسعى لتعزيزها وتركز عليها من خلال عضويتها في مجلس الأمن، كل ذلك بهدف خدمة الإنسان أينما كان.

ولأن الإنسان الفلسطيني في غزة عزيز على دولة الإمارات وفي قلبها، ولأن المبادئ والقيم الإماراتية تحتم عليها دائماً الوقوف مع الحق وأصحابه وتنبذ العنف وتحارب الإرهاب، تقدمت دولة الإمارات وبالتعاون مع روسيا بطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي (أهم أجهزة منظمة الأمم المتحدة) صباح يوم 18 أكتوبر الماضي بشأن قصف مستشفى في غزة .

والذي كان ضحيته المئات من القتلى والجرحى، إلا أنه من المؤسف جاءت نتائج التصويت رافضة لمشروع القرار المقترح من روسيا في مجلس الأمن، الذي يدعو نصه إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة لأسباب إنسانية.

القرار رغم أهميته وإنسانيته تم رفضه من قبل كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان، في المقابل امتنعت عن التصويت كل من ألبانيا والبرازيل وغانا ومالطا وسويسرا والإكوادور، وصوتت لصالحه فقط خمس دول هي دولة الإمارات وروسيا (صاحبة القرار المقترح) وجمهورية الصين والغابون وموزمبيق.

ولعلم القارئ، القرار الروسي المقترح يدين أعمال العنف والأعمال العسكرية ضد المدنيين السلميين، ويدين العمليات الإرهابية، ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن، وإضافة إلى ذلك يدعو إلى توفير وتوسيع وتسهيل وتسريع توصيل المعونات والمساعدات الإنسانية من مواد طبية وغذائية والمستلزمات الضرورية.

بهذا الرفض مجلس الأمن يفشل في حل ومعالجة أزمة إنسانية خطيرة تواجه الإنسان الفلسطيني في غزة التي تعتبر أكثر منطقة في العالم كثافة سكانية.

هذا يدعونا إلى الحديث والتفكير نحو أهمية مجلس الأمن ومراجعة أهدافه وعضويته ونظامه ودوره في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وكم هي نسبة النجاح الذي حققها منذ إنشائه؟ وكيف تضمن دول العالم والشعوب أن هذا المجلس يعمل للمصلحة العالمية وليس لأهداف الدول المتحكمة فيه (دائمة العضوية)؟

ولأجل فلسطين والحق والإنسان، قامت ومازالت القيادة الإماراتية وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتكثيف اتصالاتها بالتواصل مع قادة العالم وقيادات المنظمات الدولية لبحث كافة السبل التي تؤدي إلى وقف الكارثة في غزة والاستعجال بالتحرك لحماية أهلها وحفظ أرواحهم ودمائهم والحفاظ على ما تبقى من مرافقها والبنى التحتية، والتنسيق والتعاون لتقديم الدعم والمساعدات الطبية والغذائية لهم.

وفي الجانب المحلي والمجتمعي، أطلقت الحكومة الإماراتية حملة «تراحم من أجل غزة» عبر الهلال الأحمر الإماراتي والتي تفاعل معها المجتمع الإماراتي من أفراد ومؤسسات، حباً للخير وتعاطفاً مع أشقائهم ومحبة لأهلهم في مصابهم ووضعهم الأليم.

ما يحدث في قطاع غزة رغم فظاعته، ومن خلال المتابعات للأحداث والتغطيات الإعلامية والتفاعلات والردود الدولية نستلهم منه دروساً عدة وفوائد منها: أولاً: العالم بحاجة إلى قيادات إنسانية واعية وحكيمة حريصة على الإنسان وأمنه وسلامته، والقيادة الإماراتية مثال للقيادة الحكيمة التي تسعى بكل الوسائل لتحقيق الأهداف الإنسانية بعيداً عن الدعاية الإعلامية «Propaganda».

ثانياً: نلاحظ غياب المصداقية والأمانة والمهنية الإعلامية لدى عدد من الوسائل الإعلامية سواء كانت غربية أو عربية التي تسعى لاستغلال حدث مأساوي لتحقيق أجندتها الخاصة من خلال تزوير الحقائق أو تحويرها أو نشر «أكاذيب».

ثالثاً: أهمية وعي الشعوب والتعامل والتفاعل بحكمة وعقل بعيداً عن الغوغائية والعاطفة غير المنضبطة وعدم تسليم عقولهم للجماعات والأحزاب والإعلام المعادي لدولهم وأوطانهم وحكوماتهم، والحذر من الحماس الناتج من تأثير خطابات بعض الأفراد المحرضين المقيمين في الفنادق الفارهة أو الشقق الفخمة المطلة على الأنهار والحدائق في الريف الغربي.

Email