استطلاعات الرأي بشأن المناخ.. والأمل الإماراتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تُعد استطلاعات الرأي، أحد أبرز الأدوات التي يتم الاستعانة بها في قياس أمرين اثنين هما.

الأمر الأول: رضا الناس أو الجمهور تجاه خدمة معينة أو منتج من أجل تقييمها وبالتالي تحسينها، وقد يشمل الاستطلاع قياس الرضا الوظيفي في قطاع من القطاعات الحكومية، لذا نجده منتشراً في المؤسسات الحكومية والخاصة. أما الأمر الثاني هو: التعرف على اتجاهات أفراد المجتمع تجاه قضية مثارة لدى الرأي العام، وأحياناً هذا المجتمع المستهدف يتعدى الدولة الواحدة ليكون همه أو قضيته الأساسية عالمية مثال على ذلك: قضية ارتفاع درجات الحرارة هذا العام أو ما بات يُعرف بـ(تطرف المناخ).

وبشكل عام، بدأ الاهتمام بإجراء استطلاعات الرأي يتسع كثيراً في العالم بعدما كان مقتصراً على ما يعرف بالدول المتقدمة أو الديموقراطية خاصة في الجوانب السياسية لمرشح معين، بل إن الحكومات بدأت تنشر هذه الثقافة باعتبارها أحد الطرق المنهجية في الحصول على المعلومات «الأصيلة» أو الخام قبل أن يتم التصرف فيها من قبل الباحثين والمحللين.

وغالباً ما يكون الهدف من إجراء استطلاعات الرأي هو مساعدة صناع القرار كل حسب المستوى الإداري الذي يشغله، فلو كان بمستوى مؤسسة بلا شك سيكون إما من أجل تحسين بيئة العمل أو الخدمة التي يقدمها، أما إذا كانت الجهة التي تقوم بإجراء الاستطلاع على مستوى الحكومات فالأمر يمكن تصنيفه بالاستراتيجي وحينها سيكون هدفها جمع معلومات لتكون ركيزة أساسية في بناء قرارات «أقرب للصواب» من أجل خدمة مواطنيها أو الإنسانية بشكل عام. ولهذا ليس غريباً أن نجد تعدد صور التعاون والشراكات بين الحكومات في العالم والمراكز التي تقوم بعمليات الاستطلاع للرأي، فهي أحد الدلالات على تقدم المجتمعات في بناء قراراتها الاستراتيجية.

منذ أيام، عرض مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، نتيجة لافتة حول استطلاع للرأي قام به حول «تغير المناخ» وارتفاع درجات الحرارة العالية التي شهدتها العديد من دول العالم خاصة هذه السنة وكانت حديث الساعة في وسائل الإعلام العالمية وما يزال، فحوى تلك النتيجة أو خلاصتها أن: 81 % من الشريحة المستطلعة قلقون من تغير المناخ، وما يمكن أن يزيد من القلق أن هذه النتيجة جاءت من نوعية الشريحة أو الفئة التي تم استطلاعها وهم من: «النخبة» أي أنهم من المختصين والخبراء الذين ربما يعملون في دوائر مساعدة لصناعة القرار أو أن رأيهم يؤخذ به بحكم أنهم لا يتأثرون بالعواطف وتقلب المزاجات وهي حالة تتملك الإنسان العادي.

وما يبرر هذا القلق أن النتيجة مبنية على متغيرين اثنين هما. المتغير الأول: أن معدلات ارتفاع درجات الحرارة في العالم باتت تسجل في كل عام ارتفاعاً رغم كل التحذيرات ودعوات التعاون الدولي لتقليل معدلات الانبعاثات الكربونية في العالم. المتغير الثاني: أن هذه الدرجات باتت تؤدي إلى الكثير من التغييرات المسببة للكوارث الإنسانية والطبيعية والمتمثلة في الحرائق المنتشرة في العديد من دول العالم وكذلك ارتفاع حالات الوفاة في العالم الناتجة عن زيادة درجات الحرارة، وكأن الطبيعة تبدي غضبها وتنتقم مع الفعل الإنساني غير المدرك بما ينبغي عمله.

يبدو أن التغيير المناخي بات قدر الإنسان ولكن هناك شروط لوضع حد في تدهوره كي لا ينتكس الوضع أكثر والإجراء الوحيد هو تعاون جميع الحكومات في العالم لمنع زيادة الانبعاثات الكربونية لاستخدامات مصادر الطاقة التقليدية.

هنالك تفاؤل في إحداث تغيير اتجاه تطرف المناخ خلال قمة المناخ (COP28) التي تستضيفها دولة الإمارات في نوفمبر المقبل، ليس فقط لأن الإمارات لديها العديد من المبادرات والمشروعات الصديقة للبيئة والمشجعة على استخدام الطاقة البديلة وإنما لأنها بشكل عام مهتمة بقضايا خدمة الإنسانية في العالم وتعمل من أجل تحسين حياته في العالم وبالتالي فهناك حالة من الترقب والانتظار الإيجابي بأن القادم أفضل في القمة المقبلة.

Email