إذا أردنا تحقيق السعادة الأسرية، وأن نجعل بيوتنا منابعَ الطمأنينة والسكينة، فلا بدّ من التضحية بأشياء كثيرة منها الوقت، والمال، والجهد، فالناجحون يجعلون الأسرة أهم مشروع لديهم، والثروة الحقيقية التي يستثمرون فيها، فيعطونها الاهتمام والعناية، انطلاقاً من المسؤولية المُلقاة عليهم، «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته» متفق عليه.

فالأسرة كيان يحتاج لكثير من العمل المنظم للوصول إلى ما هو مطلوب وناجح في خط مستقيم وخصوصاً في بداية الحياة الزوجية، ومن بعد ذلك تسير الأمور حسب ما تم التخطيط له منذ البداية،حيث إن أي مشكلة تحدث يكون الوصول لحلها بطريقة أسهل وأفضل.

أهم مفاتيح السعادة الأسرية التفاهم بين الزوجين، ومُفاده أن يتفهم كل واحد منهما نفسية شريكه واحتياجاته ومشاعره، وما يحب ويكره، وأن يحترم خصوصيته، ويحاول إشباع حاجته، وتحقيق رغبته بالمعروف، وهو ما لم يكن فيه إثم أو خروج عن العرف والعادة. والأسرة السعيدة تتفاهم فيما بينها، فيسودها الوئام والتعاون، ويحفها الحب والاحترام.

الأسرة السعيدة تُوزع فيها الأدوار بين الرجل والمرأة، ويتفهم كل واحد دوره ووظيفته على أحسن وجه، وتهيئة المناخ الملائم للحياة الكريمة، وجعل المنزل واحةَ أمن وراحة للأسرة، وحصناً لتربية الجيل.

ومن الصفات المطلوب توافرها في محيط الأسرة الاحترام، ويجب عدم تجاهل الاحترام سواء بين الزوجين أو الأبناء، لأن مجرد فقدان الاحترام بين الأطراف يثير كثيراً من المشاكل، وهذا لا يدل على صلاحية تلك البيئة الأسرية، فالاحترام مطلوب خصوصاً في المناقشة، بحيث يحترم كل طرف رأي الطرف الآخر، والاعتراض يكون بطريقة منطقية حتى تسير الأمور بالمسار الصحيح. أما بخصوص التقدير وأقصد به أن لكل طرف داخل الأسرة ظروفاً مختلفة عن الطرف الآخر سواء كانت ظروفاً وظيفية أو نفسية؛ فمثلاً على حسب طبيعة العمل الذي يقوم به أحد الطرفين وخاصه إذا كان هذا العمل يأخذ بعض الوقت، فيجب التقدير والمراعاة للحالة النفسية التي من الممكن أن يتعرض لها أحدهما، فنجد أن المرأة تمر بالكثير من الأمور النفسية، وذلك لطبيعتها الحساسة وخصوصاً إن كان لديها أبناء.