الإمارات وإطارها الإقليمي والعربي والدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

برزت دولة الإمارات كلاعب مؤثر على الساحة الدولية، فاللقاءات السياسية لقادة العالم والجهود الدبلوماسية التي تجرى على أرضها بصورة يومية تعكس تلك الثقة الدولية والثقل السياسي من خلال الرغبة في تأسيس وبناء شراكات سياسية واقتصادية واستراتيجية فاعلة مع الدولة، فبالإضافة إلى دورها السياسي والاقتصادي المؤثر تقوم الإمارات بتقديم الدعم المادي واللوجستي والخيري لعشرات الدول المحتاجة الأمر الذي يجعلها مانحاً مهماً على الصعيد الدولي.

هذا الدور الذي تلعبه الإمارات لا يرجع فقط إلى تأثيرها الاقتصادي أو موقعها الجغرافي، بل أيضاً لتأثيرها السياسي والذي وصلت له نتيجة جهود مكثفة لقيادتها الرشيدة، فهذا الدور يعكس ليس فقط رغبة قيادتها في دفع الإمارات لكي تحتل مراتب عالية ومتميزة ومؤثرة في رسم السياسية العالمية، بل أيضاً في المساهمة بعمق في تحقيق الاستقرار العالمي عبر القنوات الدبلوماسية والجهود المباشرة، فالإمارات تؤمن بأن وجودها على الساحة العالمية مرتبط ليس فقط ببناء شراكات سياسية واقتصادية وأمنية، بل بشراكات إنسانية فاعلة مع كل دول العالم.

إن دور الإمارات المتنامي خلال السنوات العشر الماضية لم يكن أبداً وليد الصدفة إنما انعكاس لسنوات طويلة من التفكير والتخطيط ورسم السياسيات العامة والتهيؤ الجيد لاستقبال المستقبل ومتغيراته. فقد بدأت هذا الدور محلياً عن طريق وضع الخطط والاستراتيجيات والبرامج التي تتناسب مع روح العصر وتتماشى مع المتغيرات العالمية من نواحٍ عدة منها الاستثمار والانفتاح ووضع الاستراتيجيات التي تجعل من الإمارات مجتمعاً منفتحاً وبيئة واعدة يتعايش فيها الجميع، لقد هيأت الإمارات نفسها لكي تكون وطناً للجميع فلا يحس القادم إليها بأي غربة أو تفرقة أو تمييز.

إقليمياً سعت الإمارات إلى بناء شراكات واعدة بدءاً من دول مجلس التعاون وانتهاء بمحيطها الإقليمي الكبير، فاقتناع الإمارات بأن دورها الإقليمي في حماية أمن واستقرار ورفاه المنطقة لا يقل عن دورها المحلي، وإيماناً وعملاً برؤية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد مدت الإمارات يدها إلى جوارها الإقليمي للمساهمة في أمن المنطقة عن طرق بناء الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية الفاعلة. وكان لمساهمة الإمارات في إقامة تلك الشراكات والتحالفات الدور الكبير في تهيئة المناخ لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة.

وإيماناً من دولة الإمارات بوحدة المصير العربي فقد سعت دوماً للدفاع عن قضايا العرب العادلة وعلى رأسها قضية العرب الكبرى، فلسطين. كما امتدت يدها للدول العربية تساندها وتدعهما في قضاياها العادلة وتقف بجانبها إيماناً بوحدة المصير المشترك ووحدة الأهداف، وسواء عبر الجهود الدبلوماسية أو المساعدات الإنسانية.

عالمياً أصبحت الإمارات لاعباً مؤثراً على الساحة العالمية؛ فدورها اليوم لا يقل أهمية عن دور القوى الكبرى في عمليات إحلال الأمن والسلم الدوليين، هذا الدور مهدت له قبل عقود عندما ساهمت في عملية السلام في مناطق وبؤر عالمية شديدة الالتهاب كالبوسنة وأفغانستان والسودان غيرها من مناطق التوتر العالمي.

ولا شك في أن بناء الشراكات الأمنية والتحالفات العالمية اليوم هو الطريق لخلق عالم يتعايش فيه الجميع بسلام ويحقق رغبات الشعوب في عالم خالي من التوتر والعنف، فدولة الإمارات عندما تبني اليوم شراكات فاعلة مع الشرق والغرب تهدف إلى إحلال السلام والتنمية العادلة لدول العالم، كما أن دور الإمارات الاقتصادي في تنامٍ مطرد ليس فقط كونها مصدراً مهماً للنفط والطاقة والخدمات اللوجستية، بل لكونها منطقة استثمار أمن يشيد به العالم أجمع. فالعديد من دول العالم سعت خلال العقد الأخير لبناء شراكات اقتصادية والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة مع الإمارات خاصة أن الدولة قد سنت التشريعات المناسبة التي تجعلها بيئة آمنة ومستقرة للاستثمارات الخارجية.

Email