عيد الاتحاد.. ريادة وإنجازات
يُشَكِل يوم الثاني من ديسمبر محطة تاريخية عظيمة في ذاكرة الوطن، ففي هذا اليوم المجيد من عام 1971 تحقق حلم الآباء المؤسسين بقيادة القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتم الإعلان عن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي هذه المناسبة الخالدة نستحضر إنجازات الدولة على مدى نصف قرن من الزمان عبر محطات تنموية ومشاريع رائدة وإنجازات تاريخية وأبرزها إطلاق مسبار الأمل لاستكشاف كوكب المريخ وتشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية، وإطلاق البرنامج الوطني للأقمار الصناعية الرادارية «سرب» وتأسيس الصندوق الوطني لدعم قطاع الفضاء وإطلاق مهمة جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية إضافةً إلى فوز الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي «كوبوس»، وبالرغم من الظروف الصعبة التي ألقت بظلالها على العالم أجمع نتيجة انتشار فيروس كورونا إلا أن الإمارات نجحت في تحويل التحديات إلى فرص بتحقيق إنجازات كبرى وأدت دوراً محورياً في دعم الجهود الدولية لمكافحة الأمراض والأوبئة ومساندة البشرية ضد الأمراض المستعصية والجوائح التي تهددها في التزام إماراتي راسخ منذ التأسيس، ترجمةً لرؤية قيادتنا الرشيدة التي سخرت كل الإمكانات وأرست مرتكزات صلبة قوامها الوحدة والأمان والاستقرار والتسامح وبناء الإنسان بالعلم والمعرفة والقيم الأصيلة لتحقيق الازدهار والتقدم للوطن.
كما استطاعت دولة الإمارات على مدار تاريخها أن تضع بصمتها في المجالات التنافسية الفاعلة حتى أصبحت نموذجاً يحتذى به بين دول العالم المختلفة، وقد أبرزت استراتيجية القوة الناعمة دور الدولة الكبير وثقلها في المسرح الدولي، فبالرغم من كل التحديات المصيرية التي مرت بها الدولة في مختلف المراحل نجحت بفضل اعتمادها على القوة الناعمة منذ بداية الاتحاد في تقوية علاقاتها الدولية ومد يد العون والمساعدة إلى الدول المحتاجة كافة ونشر مبادرات التسامح والتكافل بين الشعوب.
وجاء تأسيس مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات في عام 2017 تتويجاً لجهود الدولة في هذه الاستراتيجية عبر ترسيخ الصورة الإيجابية لدولة الإمارات كونها بوابة المنطقة للعالم وتثبيت صورتها كأمة متسامحة ومتحضرة، إذ تقوم استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات على 7 محاور وهي الهوية الموحدة، والدبلوماسية الإنسانية، ودبلوماسية الشخصيات، والتمثيل الدولي، والدبلوماسية الشعبية، والدبلوماسية العلمية والأكاديمية، والدبلوماسية الثقافية والإعلامية والدبلوماسية الاقتصادية. وتشمل مهام المجلس المذكور رسم السياسة العامة واستراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات لتعزيز سمعة ومكانة الدولة إقليمياً وعالمياً وقوتها الناعمة ومتابعة تنفيذها.
ولا يسعنا في هذه المناسبة الغالية إلا أن نتقدم بتهنئة ملؤها مشاعر الفخر والاعتزاز لقيادتنا الرشيدة ونشكر الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من قيادة حكيمة واصلت مسيرة التطوير والبناء حتى أصبحت دولة الإمارات واحةً للرخاء والازدهار وأيقونة عالمية بين الأمم.