الإمارات عاصمة للطاقة المتجددة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد أمست دولة الإمارات عاصمة الطاقة النظيفة والمتجددة، تنافس عواصم العالم الأكثر تحضراً وتقدماً بما تمتلك من سجل حافل بالإنجازات في هذا المجال وصار توجهها نحو ارتياد هذا المجال جلياً أكثر من عقد مضى؛ وتجسد هذا التوجه على أرض الواقع بإطلاق مبادرات قوية ورائدة، وهو ما يتجلى في إطلاق مبادرة «مصدر» التي تعمل في اتجاه تعزيز مكانة الدولة في خريطة صناعة الطاقة المتجددة، بأن تصبح مركزاً رئيساً لاقتصادات الطاقة البديلة في المنطقة.

كما أن الإمارات تتمتع بثراء الطاقة الشمسية، التي تعد من أنظف مصادر الطاقة المتجددة حيث تستقبل أكثر من 300 يوم مشمس في السنة، ولذا، فإن الطاقة الشمسية المصدر الرئيس للطاقة، بحسب رأي الخبراء المختصين بالطاقة البديلة كما تعد طاقة الرياح خياراً جيداً، نظراً لوجود مناطق عدة في الدولة بها سرعات رياح عالية.

ولقد تصدرت دولة الإمارات دول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في الترتيب العام لتقرير «مؤشر الأداء البيئي 2022» الصادر عن جامعة ييل، والذي يرصد الأداء البيئي لـ180 دولة، وجاءت الإمارات في المركز الأول عالمياً في 6 مؤشرات 40 مؤشراً يتضمنها التقرير.

ويصدر «مؤشر الأداء البيئي» (EPI) مرة كل سنتين منذ 2006، ليقدم ملخصاً عن حالة الاستدامة في جميع أنحاء العالم بالاعتماد على البيانات وباستخدام 40 مؤشراً للأداء تغطي 11 محوراً في التقرير، ضمن الأهداف الرئيسة الثلاثة للتقرير وهي:

أداء التغير المناخي، والصحة البيئية، وحيوية النظام البيئي، والتي توفر بمجملها مقياساً للدول التي يرصدها التقرير من ناحية سعيها لتحقيق أهداف السياسة البيئية، كما يقدم التقرير إرشادات للبلدان التي تطمح إلى التحرك نحو مستقبل مستدام وريادة عالمية مستقبلية.

ووفقاً لتقرير مؤشر الأداء البيئي 2022، فقد حققت الإمارات العلامة الكاملة 100% في 6 مؤشرات بيئية، وهي: المحميات البحرية، وخدمات النظام البيئي، وقلة انحسار الأراضي الرطبة، وقلة الاعتماد على الوقود الصلب المنزلي، وانخفاض معدل نمو الكربون الأسود، وقلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغطاء الأرضي.

كما حلت الدولة في المركز الأول إقليمياً والثالث عالمياً في «مؤشر حيوية النظام البيئي»، متقدمة على ألمانيا، ولوكسمبورغ، وفرنسا، والمملكة المتحدة، والدنمارك، والسويد، وهولندا.

وجاءت الإمارات أيضاً في المركز الأول إقليمياً في «مؤشر التنوع البيولوجي والموائل الطبيعية» و«مؤشر معالجة مياه الصرف الصحي»، الذي حلت فيه في المركز 13 عالمياً، متقدمة على دول مثل: إسبانيا، وفرنسا، واليابان، وكندا والنرويج.

كما تصدرت الإمارات الدول العربية في «مؤشر قلّة الصرف الصحي غير الآمن»، وذلك وفقاً لتقرير مؤشر الأداء البيئي 2022 الصادر عن جامعة ييل العريقة والذي حلت فيه دولة الإمارات في المركز الـ39 عالمياً متقدمة 3 مراتب على ترتيبها في الدورة السابقة للتقرير (2020)، ومتقدمة في الدورة الحالية للتقرير على دول كالنمسا، وكندا، والولايات المتحدة، والبرتغال.

ويمتاز التقرير بشمولية منهجيته في الاعتماد على مقاييس ذات تأثير في مواجهة التغير المناخي، وكذلك اعتماد التدوير وتلوث المحيطات بالبلاستيك تحت مظلة إدارة النفايات، ومؤشرات الانبعاثات الغازية الملوثة وانبعاثات الغازات العضوية، ويسلط الضوء على استخدامات الموارد الطبيعية وقدرة هذه الموارد على تقديم الخدمات اللازمة وليس فقط الموضوعات الخاصة بالتلوث،.

كما كشف التقرير أن الوصول إلى التنمية المستدامة لا يعتمد فقط على توفير رأس المال بل أيضاً على الإدارة الفعالة، إذ يعد المال شرطاً رئيساً للاستثمار في تطوير هياكل الصحة العامة والبيئة.

إن الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في قمة المناخ العالمية «كوب 27» المنعقدة في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية تعد كلمة معبرة عن استراتيجية مستقبلية متكاملة لتحقيق الاستدامة وضمان أمن الطاقة وتعزيز الاستثمارات الخضراء واستكشاف آفاق جديدة للطاقة المتجددة والنظيفة وصون الموارد المستقبلية للأجيال القادمة.

وتعد الإمارات أول دولة في المنطقة تعلن مبادرة الحياد المناخي بحلول 2050 وذلك انطلاقاً من حرصها على مد جسور التعاون والتواصل مع المجتمع الدولي وإبرام الشراكات للاستثمار المستدام.

إن مصر باستضافتها مؤتمر المناخ «كوب27» ستدفع في اتجاه تنفيذ الدول الكبرى تعهداتها في مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة للمناخ والتي على رأسها اتفاقية باريس الموقعة عام 2015 واتفاقية قمة كوبنهاغن عام 2009 .

والتي تعهد الموقعون فيها على ضخ مليارات الدولارات لمساعدة «البلدان الفقيرة» على التعامل مع تأثير تغير المناخ إذ كانت هناك نحو 500 شركة خدمات مالية عالمية قد وعدت في نسخة المؤتمر الذي عقد العام الماضي في غلاسكو بالمملكة المتحدة، بتخصيص 130 تريليون دولار استثمارات تتوافق مع الأهداف المنصوص عليها في اتفاق باريس.

* كاتبة إماراتية

Email