الإمارات.. إنجازات خالدة وآفاق واعدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ظهر الخميس، الثاني من ديسمبر عام 1971، وعلى مسيرة 50 عاماً، باتت دولة ذات سيادة عصرية، في كافة مجالاتها الخدمية والإنتاجية، وتحتل موقعاً متميزاً عربياً ودولياً، فقد حققت إنجازات يراها البصر والبصيرة، دون حاجة إلى شواهد وسجلات، لأن ميدان الواقع أبلغ دليل.

تعزيز الصرح الاتحادي في كافة المجالات

تبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة، المراكز الأولى في محطات عديدة، مثل الأمان والاقتصاد والسعادة والمرأة والعمل الإنساني، وفق قرارات وتوصيات اتخذتها هيئات ومنظمات دولية، على مر السنين، في مسيرة البناء والتطوير، وتمكين المواطن، والأمثلة على ذلك كثيرة، كان من أبرزها تحقيق مجمل أهداف مؤشرات التنمية المستدامة للألفية الأممية، لتكون في مقدم دول العالم في إنجاز الجدول الزمني لقمة الألفية، بمشاركة رؤساء وممثلي حكومات 147 دولة في العالم، في اجتماع عقد في الأمم المتحدة في نيويورك، كما تم اختيار الإمارات عضواً في المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للتقييم والتحصيل العلمي، التي تنظم الاختبارات الدولية على مستوى العالم.

وهذا ما أتاح للإمارات أن تكون مقراً للأمانة العامة للشبكة الدولية لهيئة الاعتماد الأكاديمي، ومما يذكر في جانب آخر، فوز سيدة من الإمارات عام 2012، بمنصب المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، من بين 5 دول ترشحت لهذا المنصب. ولعل من المحطات البارزة في إنجازات الدولة في أكثر من صعيد، فوزها بالمركز الأول بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في معدلات المساواة بين الجنسين في قطاعات جودة التعليم والرعاية الصحية، والمساهمة السياسية والاقتصادية، وفق التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف عام 2013، بالإضافة إلى المرتبة الأولى عالمياً، من حيث معدلات التحصيل العلمي للمرأة، وفق المنتدى.

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة، اعتلت المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والثانية عالمياً، في الاستخدام الحكومي لتقنية المعلومات، من بين 144 دولة، مع تسجيلها غير المسبوق على مستوى العالم، بحصولها على المركز السابع في خدمات الحكومة الإلكترونية، التي يتشكل منها مؤتمر الجاهزية الإلكترونية، الصادر عن الأمم المتحدة عام 2012.

ولا يفوت الذكر هنا، انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة، في عضوية الاتحاد الدولي للاتصالات للمرة الثالثة، وانتخاب المؤتمر الدولي العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لها، في شهر سبتمبر عام 2013، وبالإجماع، لعضوية مجلس المحافظين.

الإنجازات على الصعد السياسية

واعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بالمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، المؤسس الأول لمجلس التعاون الخليجي، الذي أعلنه رحمه الله يوم الاثنين 25 مايو 1981، في قمة التعاون الأولى في أبوظبي، حيث بدأ سعي الشيخ زايد، لأول مرة، عندما التقى بأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، عام 1976، في زيارته للإمارات، وبحث معه تحقيق هذا الهدف.

وفي ساحة أخرى، كان لدولة الإمارات العربية المتحدة إنجاز منفرد في المحيط العربي، في وقف الحملات الإعلامية بين مصر وليبيا، والتي امتدت عاماً و4 أشهر، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ومع تدخل الإمارات، ممثلة برئيسها الشيخ زايد، رحمه الله، جمع رئيسي البلدين عام 1974، وتمت المصالحة بينهما، ولتعود الإمارات مرة ثانية، للتدخل وإيقاف النزاع المسلح الذي نشب على الحدود عام 1976.

وفي جزء آخر من الوطن العربي، وتحديداً لبنان، كان هناك نزاع داخلي، شارك فيه الجميع، في ما سمي بالحرب الأهلية من عام 1975 إلى 1990، أتت على الاقتصاد والبنية التحتية في لبنان. وبتدخل دولة الإمارات العربية المتحدة بين جميع الأطراف، وتقديم مساعدة مالية، وعقد قمة عربية، بناءً على طلب من الإمارات، تحقق إنجاز كبير، وعاد الاستقرار والأمن إلى لبنان.

وكذلك الأمر في تحقيق الدولة إنجازاً مهماً في التوسط بين جمهورية اليمن الشمالي وجمهورية اليمن الديمقراطية، وأوقفت حرب التسعين بينهما، ما مهد لقيام وحدة اليمن، يضاف إلى ذلك، أنها كانت أول من شاركت بقواتها المسلحة في تحرير الكويت.

لمحات بارزة لإنجازات متميزة

المحطات البارزة محلياً، التي شهدت إنجازات متميزة، تجسدت في ارتقاء نسبة التعليم، بوجود 72 جامعة في الدولة، وزيادة دور المرأة المتعلمة، بوجود ما نسبته 58 % طالبات في الجامعات، مقابل 42 % من الطلاب، وارتفاع نسبة القوى العاملة للسيدات في الدولة، إلى 68 %.

وهو ما تقف وراءه أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، من خلال الجهد المتواصل للاتحاد النسائي العام للدولة، ومؤسسة التنمية الأسرية، ومجلس الأمومة والطفولة. ولا يخفى على أحد، ما تم إنجازه على صعيد القوات المسلحة والشرطة والأمن، إدارة وتدريباً وتجهيزاً، مع الأحدث في أنظمة السلاح.

الإنجاز الإنساني الأبرز عالمياً، وتمثل في الحدث الأول من نوعه في العالم، بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، في اللقاء الذي تم في أبوظبي، بين البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وفضيلة الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر، وتوقيعهما وثيقة الأخوة الإنسانية، والذي نتج عنه اعتماد الأمم المتحدة ليوم الرابع من فبراير كل عام، يوماً للإنسانية.

والأهم من ذلك، تأسيس أول وزارة في العالم للتسامح والتعايش في الدولة، تعمل على نشر ثقافة وقيم التسامح، في مجتمع يستضيف قرابة مئتي جنسية، من مختلف الديانات والمعتقدات.

وعلى الجانب الإنساني أيضاً، تكتمل صورة الإنجاز الإماراتي، مع نهاية الخمسين الأولى، بالتصدي لوباء «كورونا» محلياً، أولاً، ثم بتقديم مساعدات لمواجهة الوباء في شتى أنحاء العالم، بوسائل مختلفة، إلى 117 دولة، بإجمالي 18 مليار دولار.

ويكتمل الإنجاز مع نهاية الخمسين الأولى، وبداية الثانية، في الريادة إلى الفضاء، بالهبوط في محطة الفضاء الدولية، ثم المشاركة في اكتشاف المريخ، إلى جانب حدث القرن، في الـ 50 الأولى، والثانية في معرض «إكسبو 2020 دبي»، بمشاركة ثلث سكان العالم، وتوقع 25 مليون زائر.

اتحاد الإمارات...آفاق واعدة

ومع بلوغ دولة الإمارات المراتب الأولى في المجالات المختلفة عالمياً، فإن قيادتنا الرشيدة، أعدت خططاً واستراتيجيات، للمحافظة على هذا السبق، والتأقلم مع المتغيرات والتحديات. إذ ركزت مبادئ الـ 50، على الانفتاح عالمياً على الجميع، بما يخدم اقتصاد الإمارات ومصلحة الآخرين.

ويلخص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عبورنا الواعد للخمسين القادمة، في أبلغ دلالات، بقوله: سيأتي وقت بعد خمسين عاماً، ونحن نحمل آخر برميل نفط للتصدير، وسيأتي السؤال، هل سنحزن وقتها؟ وأجاب سموه: إذا كان الاستثمار اليوم في مواردنا البشرية صحيحاً، فأنا أراهن أننا سنحتفل بتلك اللحظة.

وأخيراً، بدأت الإمارات الـ 50 الثانية، في ممارسة دورها الريادي، عربياً ودولياً، في حل قضايا ونزاعات واضطرابات، مثل ليبيا والعراق وسوريا. بالتعاون مع أطراف أخرى، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، سدد الله خطاهم، الذين شرعوا في تنفيذ هذا النهج، وسوف يؤتي ثماره قريباً.

* مستشار إعلامي

 
Email