بو خالد و«وسام الإنسانية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسّخ مؤسس دولة الاتحاد وباني نهضتها، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قيم الود والتسامح والعطاء، في نهج وسياسة دولة الإمارات، ما كان له الأثر الكبير، لجعلها تتبوأ المراتب الأولى إقليمياً، وتنافس بقوة عالمياً في سيادة القانون والعدالة الاجتماعية، في تقرير مشروع العدالة العالمي.

كان ذلك إيماناً وتفهماً منه، كونه حاكماً وقائداً ملهماً، بقيم الحق والعدل، وبأن العدالة الاجتماعية تعد مبدأ أساسياً من مبادئ التعايش السلمي والتسامح بين الأمم، وهي أكثر من مجرد ضرورة أخلاقية، فهي أساس الاستقرار الوطني، والازدهار العالمي لشعوب الأرض.

وبهذا النهج السليم، الذي سلكه المؤسس الباني، حققت دولة الإمارات مكانة عالمية غير مسبوقة، في مبادئ العدالة الاجتماعية والتسامح، بين مواطنيها والمقيمين على أرضها، بمختلف جنسياتهم ومعتقداتهم.

وفي الوقت الذي يعيش فيه العالم من حولنا اضطرابات غير مسبوقة، تتزايد فيها مظاهر التطرف والعنصرية والكراهية، أيضاً، تنطلق من دولة الإمارات، مبادرات إنسانية أخلاقية سامية، ترسخ وتعزز لمبادئ دولة القانون والعدالة الاجتماعية، وتهدف إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.

وتأكيداً لهذا النهج الأخلاقي المعتدل، يمضي، بثبات وعزيمة المؤسس الراحل، زايد الخير «طيب الله ثراه»، أبو خالد «رجل الإنسانية والتسامح والبر والإحسان»، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على خطى زايد الخير.

عُرف عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من قِبل مؤسسات وأفراد، وجهات خيرية وإنسانية، محلية وعالمية، بمواقفه الإنسانية والأخلاقية المشرفة، وخاصة اهتمام سموه بتقديم المساعدات الإنسانية، والدعم المادي والمعنوي واللوجستي، للعديد من المجتمعات المتضررة من الحروب والكوارث، وفي كافة المجالات، منها دور سموه الرائد في القضاء على شلل الأطفال في العالم. وخصّ الدكتور ﺗﻳدروس أدﻫﺎﻧوم ﻏﻳﺑرﻳﺳوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، سموه بالشكر، في رسالة أشاد فيها بجهود سموه المستمرة، من أجل عالم خالٍ من شلل الأطفال، حيث قال «سيظل شلل الأطفال خطراً على الأطفال في كل مكان وجد فيه.. أشكرك على جهودك المتواصلة لتحقيق عالم خالٍ من شلل الأطفال، ومعاً بإمكاننا القضاء على شلل الأطفال للأبد».

ومنحت المؤسسة البابوية التربوية - التابعة للفاتيكان، مؤخراً، سموه وسام «رجل الإنسانية»، وذلك خلال احتفال أقيم في «قصر الإمارات» بأبوظبي. ويأتي منح سموه وسام «رجل الإنسانية»، عرفاناً وتقديراً لدعم سموه المستمر، وجهوده الخيّرة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي، وتكريماً لدور سموه في تعزيز قيم السلام والتعايش، وتأكيد أهمية الحوار وسيلةً لتجنب الصراعات، وإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية، وتقديراً لما تقوم به دولة الإمارات، من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية جمعاء، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة «كوفيد 19»، والذي قدمت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، الإمدادات الطبية لأكثر من 135 دولة حول العالم، لدعم جهود الكوادر الطبية، من العاملين في الخطوط الأمامية، لمواجهة هذه الجائحة.

كما اختار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير، سموه، أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية، وذلك لعطاء ودعم سموه، في ظل جائحة كوفيد 19.

وجرى الإعلان عن الشخصية الدولية خلال المؤتمر المذكور، الذي انطلقت فعالياته في المركز التجاري في دبي، ولمدة ثلاثة أيام، تحت شعار «الإغاثة وفيروس «كورونا»، أفريقيا محوراً»، بمشاركة منظمات ومؤسسات إنسانية وخيرية محلية ودولية. لقد أثبتت الأيام، أن الابن سرّ أبيه، وحامل لوائه، والأمين على إرثه، الذي يشكل ضمير الإمارات وعنوانها الأبرز، لا سيما في مجالات العمل الخيري والإغاثي والإنساني.

يمضي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بثبات وعزيمة الرجال، على خطى «حكيم العرب زايد»، فهو قائد حازم، حنون، محافظ على الأبناء وقيم أجدادهم، مقدر للآباء، محب وموقر للأمهات، داعم ومشجّع وعون لشباب الوطن، مستثمر في التعليم، موفّر العيش الكريم لأبناء دولته، وأمته العربية والإسلامية، مسهم دوماً في خدمة الإنسانية جمعاء، حفظه المولى ورعاه، ولطريق الخير دوماً سدد خطاه.

كاتبة إماراتية

Email