الإمارات ثقة عالمية وفوز مستحق

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الحادي عشر من يونيو 2021 انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة دولة الإمارات العربية المتحدة عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، نتاج حصولها على 179 صوتاً بتزكية من جامعة الدول العربية ومجموعة دول آسيا والمحيط الهادي، وذلك تتويجاً لجهودها ومساهماتها الأممية الفاعلة في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم الدولي والعمل الإنساني، وتأكيداً على ثقة العالم بسياستها ومنظومتها الدبلوماسية.

تبنت دولة الإمارات منذ تأسيسها لغة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان والتسوية السلمية للمنازعات الدولية، وانطلاقاً من دورها المحوري وموقعها الإقليمي ومكانتها القيادية المؤثرة وريادتها العالمية باعتبارها قوة اعتدال في المنطقة ساهمت بتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف، وكانت من أوائل الدول التي اعتمدت استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف، فعلى المستوى التشريعي والقانوني أصدرت القوانين والتشريعات المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف منها القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014 في شأن مكافحة الجرائم الإرهابية، والذي يتبنى رؤية شاملة لمفهوم الإرهاب لحماية حقوق الأفراد وسلامتهم وتحقيق الأمن والاستقرار والتعايش السلمي في المجتمع، تلاه المرسوم بقانون اتحادي رقم 2 لسنة 2015 في شأن مكافحة التمييز والكراهية، والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية وتجريم التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل الإثني، ومكافحة استغلال الدين في تكفير الأفراد والجماعات، بعقوبات تصل إلى الإعدام إذا اقترن الرمي بالكفر تحريضاً على القتل فوقعت الجريمة نتيجة لذلك، وتطبيق عقوبات رادعة للجمعيات والفعاليات الداعية لازدراء الأديان أو التمييز أو إثارة خطاب الكراهية، وتصل العقوبة إلى السجن ومليون درهم للدعم المالي للأفعال المجرمة بنصوص القانون.

أما على الصعيد الإنساني فلعبت دولة الإمارات دوراً ريادياً على المستويين المحلي والدولي في تقديم المساعدات الإنسانية منذ بداية جائحة كورونا من أجل محاربة الجائحة والسيطرة على تداعياتها، إيماناً منها بتعزيز الشراكات الدولية والعمل الجماعي الإنساني لتحقيق الأمن والاستقرار وضمان مستقبل أفضل للشعوب عن طريق تقديم العون والمساعدة لمنظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى والدول الشقيقة والصديقة وتعزيز قدراتها للتصدي للجائحة بإيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى مستحقيها رغم الظروف والإجراءات الصعبة التي ألقت بظلالها على المطارات الدولية بسبب الإغلاق ومنع السفر.

وكذلك دورها العالمي في محاربة الفقر والجهل والأمراض من خلال تنسيق برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية بحيادية تامة دون تمييز أو تدخل في شؤون الدول وبعيداً عن التوجهات السياسية للدول المستفيدة وتغليب الجانب الإنساني من متطلبات واحتياجات الشعوب.

كما وقعت دولة الإمارات العديد من الاتفاقيات الدولية بالتعاون مع منظمات تابعة للأمم المتحدة، وقامت باستضافة مكاتب إقليمية تابعة للأمم المتحدة منها مكتب لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومكتب برنامج الأمم المتحدة الإنساني ومكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وقدمت العديد من المساهمات لدعم برامج الأمم المتحدة منها المساهمة في دعم جهود مكافحة التطرف وبرنامج الأمم المتحدة للمرأة، وفي العام 2016 تم افتتاح قاعة الإمارات القاعة رقم (17) في المبنى الرئيسي للأمم المتحدة بجنيف بعد أن تمت صيانتها بتمويل كامل من دولة الإمارات.

نبارك للقيادة الرشيدة والوطن هذا الفوز المُستحق الذي يُضاف إلى قائمة إنجازات الدولة في عامها الخمسين وما وصلت إليه دولة الإمارات من نجاحات ومراكز متقدمة في مؤشرات عالمية مختلفة يمثل حصاداً طبيعياً للدبلوماسية الذكية التي أرسى دعائمها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويعكس كفاءة المنظومة الدبلوماسية الإماراتية ونشاطها الدؤوب في بناء شراكات إستراتيجية في كافة أنحاء العالم بقيادة فارس الدبلوماسية الإماراتية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي.

 

Email