«مسبار الأمل» للعالم بأسره

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقاً ما قاله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إن «مسبار الأمل» الإماراتي يشكل إضافة نوعية عالية القيمةِ تزدان بها الصدور ويزدهي بها أبناؤنا وبناتنا ويتفاخرون، وتسمو بها هَامَةُ الوطن، وتعلو وتترسخ بها مكانة دولتنا مركزاً إقليمياً رائداً في قطاع الصناعات الفضائية وبناء الكوادر العلمية المؤهلة في مجال علوم الفضاء عامة وبحوث كوكب المريخ خاصة.

لقد استطاعت دولة الإمارات أن تدخل التاريخ بإنجاز فضائي مهم مشرّف يعد هو «الأول» على مستوى الوطن العربي، بإطلاق ناجح لـ«مسبار الأمل»، والذي يعد ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، لتكون أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية.

ما جعل أنظار العالم كله متجهة إلى الإمارات منبهرين بقدرة وعبقرية أبنائها ومشيرين إلى أن دولتنا الشابة وضعت قدمها بين أكثر الدول تقدماً في قطاع الفضاء. ويعد «مسبار الأمل» إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل الدولة الحافل في مختلف المجالات، ويؤسس لمرحلة مفصلية مهمة وجديدة في قطاع الفضاء الوطني.

لقد استطاع «أبناء زايد» مجدداً أن يسطروا في سجل التاريخ مجداً صنعته عقولهم المبدعة؛ وسواعدهم المتقنة المنجزة. لقد أبهر «مسبار الأمل» علماء الفضاء وأصحاب الاختصاص في علم الفضاء من العرب والغرب.. حيث أكّد عالم وكالة ناسا الأمريكية المصري الدكتور‏ فاروق الباز، أن مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» تحظى بأهمية علمية كبيرة عالمياً، كونها أول مهمة فضائية سترسم صورة واضحة وشاملة عن طبقات الغلاف الجوي للمريخ، فيما ستقدم معلومات يتم كشفها للمرة الأولى عنه، لافتاً إلى أن الإمارات بمشروعاتها المتنوعة في قطاع الفضاء، تقف بمساواة الدول الكبرى التي لها مجهودات كبيرة في هذا القطاع! بينما تقول «سيمونيتا دي بيبو» مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA)، إن مهمة الإمارات للمريخ «مسبار الأمل» هي مساهمة من دولة الإمارات لـ«العالم بأسره»، وأنه من المثير للاهتمام أن «دولة لم يكن لديها برنامج فضائي أو وكالة فضائية قبل بضع سنوات فقط، أصبحت قادرة حالياً على إطلاق مسبار إلى المريخ»..! علماً أنه فقط في عام 2015، أصبحت الإمارات عضواً في لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية.

ولقد تم إنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء من قبل حكومة دبي ليكون أحد الدعائم الرئيسية للدفع باتجاه تأسيس اقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة في الإمارات، وهو مؤسسة علمية متخصصة في علوم الفضاء والتقنيات المتقدمة، يطلق المشاريع العلمية الطموحة في قطاع الفضاء، ويُؤهل أجيالاً من المهندسين الإماراتيين وفق أعلى المستويات العلمية.

ويتطلع المركز إلى أن يحقق إضافات جديدة في علوم الفضاء والتقنيات المتقدمة بهدف إثراء المعرفة والخبرات الإنسانية والمساهمة بدعم المعرفة والتطور العلمي على مستوى العالم في تخصصات قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة كافة، ويتمتع المركز بعلاقات وثيقة على مستوى العالم مع المؤسسات المؤثرة في قطاع الفضاء عالمياً، ويبني علاقات مع وكالات الفضاء وأعرق الجامعات والكليات العلمية العالمية المتخصصة في علوم الفضاء.

ويلتزم مركز محمد بن راشد للفضاء بدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المستدامة لدولة الإمارات، ويعمل بشكل وثيق مع مؤسسات المجتمع، ويتبنى عدداً من المشاريع والمبادرات مع المدارس والجامعات والرحلات التعليمية والزيارات المدرسية التي تهدف إلى تعزيز نقل المعرفة ونشر ثقافة الاهتمام بعلوم الفضاء.

لقد استطاعت دولة الإمارات أن ترسّخ مكانتها العالمية بين الدول المتقدمة في ريادة الفضاء من خلال مشروع «مسبار الأمل»، والذي يعد تتويجاً لمسار طويل من التطور العلمي الذي حققته الدولة عبر العمل على الارتقاء بمستوى قدراتها في المجالات كافة، وتقدمها إلى مواقع الصدارة العالمية في مجال الإبداع والابتكار.

لقد أثبت أول قمر صناعي إماراتي تم إنجازه بأيد إماراتية 100% «خليفة سات» جدارة وكفاءة أبناء زايد وقدرتهم وهمتهم التي يسابقون بها العالم... وهو ما غرسه الوالد الباني منذ عشرات السنين، والذي هيأ السبل الكفيلة لتحقيق مثل هذا الإنجاز العظيم الذي يعد قفزة نوعية وقاعدة لتوطين صناعات الفضاء!

تهانينا لقيادتنا الرشيدة على ما تحقق من إنجاز مشرّف وواعد من دولة الإمارات للعالم أجمع... وألف شكر وتقدير وتحية لأبناء زايد على ما حققوه من فخر لقادتهم ولوطنهم الإمارات.. وأمتهم العربية

 

 

 

Email