«الاختيار» الوحيد لإنقاذ الأمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأول اسمه: أحمد منسي. الثاني اسمه: هشام عشماوي. الاثنان في سلاح الصاعقة نفسه. الأول اختار أن يقدم عمره فداءً لهذا الوطن. والثاني اختار أن يكون إرهابياً يخرب هذا الوطن.

الأول سجل التاريخ اسمه بحروف من نور، تتوارث قصته الأجيال، والثاني سجل التاريخ اسمه بحروف العار والخزي والخذلان.

الرسالة كم هي عميقة، وتستحق التوقف.. لكنه «الاختيار».

الشهيد العقيد أحمد منسي قائد الكتيبة 103 صاعقة بسيناء هو بطل مسلسل «الاختيار»، الذي صارت مشاهدته مقدسة داخل كل بيت مصري، فالقصة هنا واقعية تدور أحداثها على أرض مصرية، في توقيت فارق من عمر هذه الأمة.

المسلسل قدم لنا شخصية «المنسي» بطلاً من أبطال القوات المسلحة المصرية، لا يعرف المستحيل، قلبه صلب صلابة عقيدته العسكرية، مشهود له بالكفاءة، والانضباط العسكري، وحسن الخلق. جسارة قلبه جعلته مصدر القلق والتهديد الأكبر للجماعات التكفيرية والإرهابية في سيناء. صادق الموت. لم يكن عادياً فقد أحبط 125 عملية إرهابية، وأنقذ حياة 600 جندي خلال ستة أشهر.

نعم هو نموذج حي لأبناء القوات المسلحة المصرية الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لتراب هذا الوطن.

مسلسل «الاختيار» الذي جاء ممتازاً من ناحية الشكل والمضمون قدم لمختلف الأجيال قدسية الدفاع عن سيناء المصرية، وأعطى درساً في الوطنية، وحماية الأرض والعرض مهما كان الثمن، وأنه لا بديل عن النصر أو الشهادة التي هي الطريق إلى النصر.

«الاختيار» قدم لنا الشهيد أحمد منسي صانعاً لروح الفداء والقوة والإخلاص، والتضحية وسط أفراد كتيبة من الضباط والجنود، نعم هو القائد والمقاتل الإنسان.

«الاختيار» هنا هو الخيار الوحيد لإنقاذ وحماية هذه الأمة العربية من تهديدات ومخاطر حكم الجماعات الإرهابية. فأحداثه تجسد عنف هذه الجماعات، ومحاولاتها السيطرة على مفاصل هذه الأمة، وتحقيق مشروع التمكين، ففي أثناء عام حكم المرشد تم إطلاق سراح أخطر العناصر التكفيرية والدفع بها إلى سيناء، واستدعاء أشرس العناصر الإرهابية من الخارج، والسماح لها أيضاً بدخول سيناء، كما كشفت أحداث المسلسل عن التنسيق بين أبو بكر البغدادي والعناصر الإرهابية في سيناء، لتنفيذ عمليات تخريبية في مصر، رأينا كيف بايع الإرهابي هشام عشماوي أمير أنصار بيت المقدس ثم اتفق معه على محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم.

تعاملوا مع سيناء على أنها مفتاح الدخول والسيطرة والهيمنة على المنطقة العربية بأكملها لكنهم فشلوا أمام أبطال بواسل وهبوا أرواحهم لحماية الوطن ومقدراته.

اللافت هنا أن حالة الالتفاف حول مسلسل «الاختيار» الذي يجسد ملحمة الشهيد العقيد «أحمد منسي» فضحت الدعاية الكاذبة والخبيثة للتنظيمات الإرهابية والتكفيرية، وأثبتت فشلها في التحريض ضد القوات المسلحة المصرية أو التشكيك فيها، هذا فضلاً عن أن الرأي العام المصري تأكد من زيف وخداع منصات الإعلام الإخوانية سواء عبر التواصل الاجتماعي أو إعلامهم المرئي، وذلك بعد أن قدمت كتيبة مسلسل «الاختيار» عملاً اعتمد على الدقة والأرقام والمعلومات والحقائق، واتسم بالشفافية والوضوح في رسالته أثناء الدفاع عن هذا الوطن.

من حلقة إلى أخرى يزداد عمق الوعي لدى المشاهد بأهمية الحفاظ على الجيوش الوطنية، والوقوف خلفها لاستكمال مسيرة الحفاظ على الوطن ومواجهة محاولات التسلل من قبل التنظيمات السوداء، التي لا تعرف سوى العنف والدم.

الذي يستحق التوقف أيضاً أن أحداث «الاختيار» تُحكى وتتناقل بين أجيال من مختلف الأعمار، لتتكشف أحداث وتواريخ وحقائق واقعية قطعاً ستلعب دوراً كبيراً في تصحيح مفاهيم قد تكون مختلطة لدى البعض من هذه الأجيال.

هذا فضلاً عن أن صورة البطل الشهيد أحمد منسي صارت في أذهان وعلى كل لسان الأطفال كنموذج مصري مشرف يعبّر عن دور القوات المسلحة في حماية الشعب والوطن من الاختطاف.

أخيراً دعني أقول إن مسلسل «الاختيار» بدأت حلقاته مع أول أيام شهر رمضان، لكنه في الواقع سيظل عرضاً مستمراً لتطهير كل شبر في هذه الأراضي المصرية من دنس الجماعات والتنظيمات الإرهابية.

 

 

Email