لماذا نصوّت في انتخابات المجلس؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

«لماذا نصوت في انتخابات المجلس الوطني؟» سؤال طرحته إحدى المترشحات في الانتخابات نقلاً عن إحدى عضوات الهيئات الانتخابية، ولم يسعف الوقت في حينها للإجابة عن السؤال كما ينبغي.

كما طرح سؤال آخر خلال ندوة تعريفية حول انتخابات المجلس الوطني الاتحادي نظمتها جمعية كلنا الإمارات في منتصف الشهر الجاري في العاصمة أبوظبي، وكان السؤال «شو حصلنا أو بنحصل من المجلس» أي ما هي الاستفادة من المجلس سابقاً ولاحقاً. وربما هناك تساؤلات كثيرة بشأن المجلس وانتخاباته ولا يضر طرحها بل هي أمر جيد بحد ذاته، فهذه التساؤلات هي بداية الاهتمام والوعي بشؤون السلطة التشريعية.

التصويت واجب وطني من باب حقوق المواطنة التي تنطوي على حقوق وواجبات. فمن حقوق المواطنة توفير الحياة الكريمة والحرية والرعاية الصحية والتعليم وتوفير الأمن وحماية الممتلكات الخاصة وغيرها، وفي المقابل هناك واجبات على الموطن الالتزام بها تجاه دولته منها احترام الدستور والقوانين والدفاع عن تراب الوطن والمشاركة السياسية وفي الوضع هنا المشاركة في انتخابات المجلس الوطني تعتبر واجباً وطنياً، وإن نسبة المشاركة في الانتخابات تحمل رسالة إلى المجتمع الدولي بإيمان مواطني الدولة في مسيرة التمكين السياسي ومسيرة اتحاد الدولة بشكل عام.

وليس بالضرورة أن يختار الناخب أحد المرشحين إذا لم يرغب بذلك، وبإمكانه الإدلاء بصوته بالذهاب إلى نهاية قائمة المرشحين واختيار «لا أرغب بالتصويت» وبذلك يكون قد شارك في العملية الانتخابية، وعلى سبيل المثال اختار 485 ناخباً في انتخابات 2015 خيار «لا أرغب بالتصويت».

أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني «شو حصلنا أو بنحصل من المجلس» أي ما هي الاستفادة من المجلس سابقاً ولاحقاً، هناك أكثر من إجابة عن هذا التساؤل. أولاً ليس بالضرورة أن يكون هناك عائد من أجل المشاركة في العملية الانتخابية، فالأمر واجب وطني، فمثلاً، هل ينتظر الأبناء عائداً نظير اعتنائهم بالوالدين، فهو بلا شك واجب إنساني وأخلاقي وديني واجتماعي.

ثانياً: من المحتمل أن ينال المواطن عائداً مباشراً من خلال أعمال المجلس، حيث إنه جزء من العمل التشريعي في الدولة وله دور رقابي. فمثلاً يمكن أن يبحث المجلس موضوع توطين بعض وظائف القطاع الخاص وتكون للمجلس توصية للحكومة بضرورة صرف بدل معيشة للعاطلين عن العمل حتى تتوفر لهم وظيفة. وفي حال أن هذه التوصية تم الأخذ بها بذلك يكون العاطل قد تحصل على منفعة مباشرة من أعمال المجلس.

ثالثاً: هناك منافع غير مباشرة تعود على المواطن، فمثلاً عندما يقدم المجلس توصيات بتطوير أعمال جهة اتحادية لتبسيط الإجراءات فتكون الفائدة لكل المراجعين والعاملين في هذا الجهة. فالمنافع من أعمال المجلس تعود على المجتمع بصورة غير مباشرة وأحياناً غير مرئية في حالات التعديل على مشروع قانون معروض على المجلس، ومثال آخر، إن قرار إنشاء جامعة الإمارات جاء بعد توصية من المجلس الوطني بأهمية إنشاء جامعة وطنية، وغيرها.

نتمنى مشاركة جميع الناخبين والتوفيق للمرشحين.

Email