«الإخوان» خطر اليوم وكل يوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تم القبض على خلية الإخوان في دولة الكويت أخيراً وجرى ترحيلها من الكويت. وهذه الخلية خططت من ضمن ما خططت له إنشاء خلايا إخوانية تابعة لها في دول الخليج. وذلك لتوسيع أنشطتها العدوانية والإرهابية المدمرة، وأيضاً لاستغلال تلك الخلايا في جمع التبرعات المالية لاستغلالها في العمليات الإرهابية التي يمكن أن يتم تنفيذها في جمهورية مصر العربية، وكان من ضمن أهم مهام وأهداف تلك الخلية هو جمع المعلومات الاقتصادية والسياسية عن مصر.

وبناءً على ما انتشر من أعمال قامت بها تلك الخلية، فقد وصلت إلى مراحل متقدمة في عملها الجاسوسي والاستخباراتي، وقد كان من بين مهام الأعضاء فيها قيامهم بإرسال الأموال إلى مصر ومن ثم قاموا بتوزيع تلك الأموال على عائلات عناصر تنظيم الإخوان ومن بينهم عائلات من ورد اسمهم من المتورطين في اغتيال النائب العام المصري.

هذا علاوة على إرسال الخلية أموالاً لأحد الأشخاص في مصر من التنظيم ليرسل تلك الأموال إلى عناصر مسلحة في سيناء، وكان الهدف هو دعم تنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء بالمال لشراء السلاح لاستخدامه ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء والعريش، وهذه الأموال كانت أيضاً تُرسل لإحدى السيدات التي كانت تتولى مهمة تسليمها إلى أحد العناصر الإرهابية التي ترتبط بعلاقة مع تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، وهو ما يؤكد دعمهم التنظيمات الإرهابية المسلحة! كما كشفت التحقيقات المصرية، عن أن «خلية الكويت» كانت على تواصل مع المتهم الأول في قضية اغتيال النائب العام المصري بشكل مستمر أثناء فترة وجودهم في الكويت، وأن أحد المتهمين أرسل إلى متهمين في الخلية أموالاً عن طريق حوالات من تركيا إلى الكويت.

وأن التحقيقات كشفت أن المتهمين كانوا يتواصلون خلال وجودهم في الكويت مع المهندس محمود فتحي بدر، عضو تحالف تابع لجماعة الإخوان، ورئيس حزب الفضيلة، ويضاف إلى كل ما سبق العديد من الممارسات الإرهابية لتلك الخلية التي كانت على تواصل تام مع قياداتها في مصر.

وكان الهدف الأهم في أعمال تلك الخلية هو الإضرار بدولة الكويت وإحداث الأثر السلبي عليها، والتي رأت فيها بقعة خصبة للقيام بمثل هذه الأعمال الإجرامية المشبوهة التي لا تمت إلى الدين بصلة.

إن جهود الدول في منطقة الشرق الأوسط تتطلب أن تتضافر فيما بينها ويتوجب تشكيل حلف مضاد لمواجهة الأعمال الإجرامية لهذا التنظيم المشبوه المتستر باسم الدين والذي يستغل المنتسبين إليه. ومما هو جدير بالذكر هنا في خضم ما تم في وقوع خلية الإخوان في الكويت أخيراً هو العمل الاستخباراتي المشترك الذي أفضى للقبض على الخلية. وهذا النوع من الاستخبارات والتعاون والتنسيق هو مثال طيب، وقدوة يجب أن تحتذي بها الدول المحيطة في الشرق الأوسط، وذلك تنبهاً لخطر هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الأخرى الإرهابية المتسترة، والتي تعمل في الظلام تحت اسم الدين كما أسلفنا.

مثل هذا التعاون والتنسيق يخدم أهداف الدول ويحقق الأمان والاطمئنان لشعوب المنطقة من الأخطار المحدقة بها، ويتوجب على الحكومات والدول التنسيق الفعّال وتشكيل الأحلاف والمحاور والتنسيقات اللازمة فيما بينها.

لتوصيل رسالة لجميع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم جماعة الإخوان. التي تعمل في إرهاب الشعوب والحكومات وتخويفها للحيلولة دون وصولها إلى غاياتها الدنيئة وفرض السيطرة التامة على الشعوب والحكومات.

إن محاربة الإرهاب لا تقف عند حد فهي ليست متوقفة على القبض على خلية هنا أو محاربة خلية هناك، إن القضية كبيرة جداً تستوجب الاستعداد والمحاربة الدائمة والبقاء على يقظة تامة من أي تصرف يصدر عن تلك الجماعات الإرهابية يضر بالمصلحة العامة ويهدد أمن الدول والحكومات والأنظمة في المنطقة. وكي لا يصبح هاجساً اليوم وكل اليوم. والله الموفق.

 

* كاتب كويتي

Email