هل يفوز مودي في الهند؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

باشر أكثر من 900 مليون ناخب مسجل في الهند بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الوطنية في 11 أبريل، وسيتم إعلان النتائج 23 مايو المقبل.

وبعد خمس سنوات من فوزه الأول، يريد رئيس الوزراء ناريندرا مودي تفويضًا جديدًا لمواصلة مهامه لتحويل الهند إلى دولة متقدمة.

لكن حزب المؤتمر المعارض الرئيسي يقول إنه لم يحقق النجاح المأمول في المجالات الرئيسية. ومن خلال ظهوره في حوار شبكة «سي جي تي إن» الصينية مع المحلل الصيني يانغ روي، أشار أتول أنيغا، رئيس تحرير صحيفة«هندو»، إلى أن مودي لديه سجل حافل من النتائج المتباينة.

وكان لدى الشعب الهندي توقعات كبيرة من مودي منذ وعده بإعادة تصنيع الهند وتحويلها من اقتصاد خدمات تكنولوجيا المعلومات إلى اقتصاد صناعي، ما يوفر ملايين فرص العمل. كما تعهد بتحويل البلاد من سوق ناشئة إلى قوة عالمية.

وقال أنيغا: إن زعيم حزب المؤتمر راهول غاندي، أحد المعارضين الرئيسيين لمودي، كان يعتبر شخصية ساخرة في الأوساط السياسية قبل بضع سنوات، لكنه يُنظر إليه الآن كزعيم شاب وصاعد، من خلال الطريقة التي يدير بها نفسه وتحسن تعامله مع القضايا بشكل ملحوظ. وأشار إلى«أنه يعمل بشكل دؤوب، وسيتحسن أداؤه مع مرور الوقت».

وقد صور غاندي نفسه كمدافع عن المضطهدين، وأنه ينتمي إلى عامة الناس ويعكس قضاياهم، بينما يعتبر مودي وحزبه بهارتيا جاناتا الحاكم نفسه «الأكثر ديموقراطية» و«حزب الأكثرية».

ويعتقد يي هايلين، الأستاذ في أكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية، أن الانتخابات الهندية ليست مجرد اختبار لمودي فحسب، ولكنها اختبار أيضًا لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم وحتى للعلاقات بين الصين والهند، حيث ينظر العملاقان الآسيويان في كيفية إدارة علاقاتهما في المستقبل.

وتوقع يي أن يفوز مودي بفترة ولاية ثانية لكن حزب بهاراتيا جاناتا سيواجه مشكلات لأن الهنود ما زالوا يعلقون آمالاً كبيرة على زعيمهم لكنهم يشعرون بخيبة أمل إزاء الحزب. يقول في هذا الصدد:«مودي هو الخيار الوحيد لأنصار حزب بهاراتيا جاناتا وسيكون هذا الحزب قياديًا، لكنه لن يستطيع الهيمنة».

وبخصوص المرأة الهندية في الانتخابات، فقد حصلت على حق التصويت في عام ميلاد الدولة الهندية بعد الاستقلال، وهو على حد تعبير أحد المؤرخين «إنجاز مذهل لأمة خارجة للتو من استعمار». وقد شاركت المرأة الهندية بحماس في الانتخابات على مرّ السنين، وشهدت الانتخابات العامة هذا العام إقبالا من الناخبات أكثر من الناخبين، كما توقع بعض المحللين. وتقول معظم النساء الهنديات إنهن ينعمن بالاستقلال في التصويت؛ فلا يلجأن إلى استشارة أزواجهن أو عوائلهن. ولتأمينهن، ثمة صفوف منفصلة للمرأة في مراكز الاقتراع، وثمة شرطة نسائية أيضا لحمايتهن. وخاضت أكثر من 660 مرشحة سباق انتخابات 2014، مقارنة بـ 24 مرشحة في الانتخابات الأولى عام 1951.

وتعمل أحزاب سياسية الآن على استقطاب السيدات، عبر تقديم الوعود بتوفير غاز طهي رخيص لمواطنيهم، ومنح دراسية، ودراجات لاستخدامها في الذهاب إلى الجامعات. ولكن بعد مرور أكثر من 70 عاما على الاستقلال، لماذا تُحرم 21 مليون امرأة تقريبا من بين النساء هناك من حق التصويت؟ إنها إحدى أحجيات الهند الاجتماعية. فثمة رقم مذهل لعدد نساء، يساوي تقريبا تعداد سكان دول أخرى، يبدو مفقوداً من كشوف الناخبين في الهند، بحسب ما كشفت عنه دراسة حديثة حول الانتخابات في الهند أجراها باحثون في استطلاعات الرأي.

ورصد الباحثون عدد النسوة فوق سن 18 في الإحصاء السكاني، وقارنوه بعدد المقيدات في قوائم الناخبين السابقة. وتوصلوا إلى أن ثمة نقص هائل في عدد الناخبات يبلغ 21 مليونا على وجه التحديد.

وتركّزَ أكثر من نصف العدد المفقود في ثلاث ولايات هندية هي: أُتّار براديش، وماهاراشترا، وراغستان. أما الولايات الجنوبية مثل أندرا براديش، وتامل نادو، فكانت أفضل حالا في هذا الصدد.

Email