الأعمدة السبعة للشخصية المصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي منتدى شباب العالم في نسخته الثانية من «3 إلى 6 نوفمبر» المقبل، بمدينة شرم الشيخ أرض السلام حاملاً رؤية مختلفة تعكس روحاً إبداعية تنطلق من قاعدة وطنية تحاول الإبحار حول العالم بفكر شباب مصري، وتؤكد أن هذا الحدث العالمي الذي يسهم في وضع مصر داخل دائرة الضوء الإقليمي والدولي إنما يقف خلفه صناع ممن لهم فكر متطور ورؤية واضحة في كافة المراحل من حيث الشكل والمضمون تضاف إلى مجهوداتهم عبر سلسلة المنتديات والمؤتمرات التي شهدتها مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة الدولة المصرية.

اللافت في النسخة الثانية من المنتدى هو إن المحور الرئيسي لفعالياته يدور حول رؤية مستوحاة من كتاب (الأعمدة السبعة للشخصيات المصرية) للكاتب ميلاد حنا أحد أبرز المفكرين السياسيين في مصر الذي يهدف عبر كتابه المتميز إلى تأكيد وحدة النسيج المجتمعي المصري، رغم تباينه واختلافه، وانطلاقًا من تلك الرؤية كانت الدعوة إلى عقد جميع فعاليات المنتدى في إطارها. تتباين وتتنوع رسائل هذه الأعمدة لكنها تصب جميعها في عمق تكوين الدولة المصرية ونسيجها المتماسك عبر العصور والأزمنة. وبنظرة سريعة حول الأعمدة السبعة سيتعرف شباب العالم على ما يلي:

العمود الأول «انتماء مصر الفرعوني»

الانتماء الفرعوني أول الأعمدة التي تعتمد عليها الشخصية المصرية، ويعتز بها المصريون لما تمثله من حضارة ضاربة في القدم، وأول حضارة عرفها التاريخ، فضلًا عما تفردت به وسط الحضارات القديمة، وبكل الأدلة الأثرية التي تركتها حول العالم.

العمود الثاني «انتماء مصر اليوناني الروماني»

يتمثل العمود الثاني للشخصية المصرية في الانتماء للعصر اليوناني والروماني، وأثر حضارة اليونان وفلسفتها في الفكر المصري، ثم أصبحت مصر بعد ذلك ولاية تابعة للإمبراطورية الرومانية، وتتجلى أوجه ذلك التأثير في امتزاج الأبجدية الإغريقـــية مع اللغة المصرية القديمة.

العمود الثالث «انتماء مصر القبطي»

يرتبط العمود الثالث لبناء الشخصية المصرية ببداية عصر جديد هو العصر القبطي، والذي تميز بوجود المدرسة اللاهوتية العريقة بالإسكندرية، وقدمت مصر حضارة للعالم المسيحي، كان صياغة قانون الإيمان المسيحي أبرز نتائجها.

العمود الرابع «انتماء مصر الإسلامي»

العمود الرابع للشخصية المصرية يعتمد على انتمائها الإسلامي، وأدرك أهل مصر أن العلاقة الدينية مباشرة بين الإنسان وربه، والإسلام لا يفرض عليهم قيودًا، ويمكنهم الاحتفاظ بالعادات والطقوس المصرية الأصيلة التي لا تخالف تعاليمه السمحة.

العمود الخامس «انتماء مصر العربي»

يتعلق العمود الخامس بالشخصية المصرية بانتماء مصر العربي، وكان سكان شبه الجزيرة على اتصال بشعب مصر منذ زمن يسبق عصر قيام الأسر الفرعونية، واللغة المصرية القديمة واللغة العربية تحملان نفس الأصل.

العمود السادس «انتماء مصر للبحر المتوسط»

ينبثق العمود السادس للشخصية المصرية عن انتماء مصر الأصيل للبحر المتوسط، لأن أغلب الحضارات التي مرت على مصر جاءت عبر المتوسط، وهي علاقة جدلية جعلت سكان الإسكندرية وبورسعيد أشبه بأهالي أثينا ولارنكا وجنوة ونابولي من حيث التكوين النفسي والعادات والتقاليد.

العمود السابع «انتماء مصر الأفريقي»

يعد انتماء مصر لأفريقيا المستقبل الواعد، ورغم انتماء مصر لمنطقة الشمال المختلفة ديموغرافياً عن الجنوب إلا أن لمصر تاريخًا متأصلًا في القارة السمراء ومصر هي التي دعمت حركات التحرر الوطني في معظم بلدان أفريقيا إبان عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ويأتي هذا من منطلق إيمان مصر بأن العمق الأفريقي يحتل مرتبة كبرى لديها.

هذه المحاور التي يقوم عليها المنتدى تتفق تماماً مع رؤية وفلسفة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعي تماماً وحدة النسيج المجتمعي المصري، رغم تباينه واختلافه، ويبذل كل جهده لبناء الدولة المصرية.

* رئيس تحرير الأهرام العربي

Email