شتاء مظلم في الدوحة وطهران

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن هناك شتاءً مظلماً وقاسياً في انتظار الدوحة وطهران، فلن تشفع لهما ألاعيبهما في المنطقة، ولن يعترف لهما أحد بالجميل الذي يقدمانه إلى التنظيمات والميليشيات الإرهابية.

كل المعلومات تؤكد ضلوع الدوحة وطهران في إفشال مفاوضات السلام الأخيرة بين الأطراف اليمنية في جنيف، وذلك لإشعال المشهد اليمني واستكمال سياسة تنظيم الحمدين منذ ما يسمى بالربيع العربي في نشر الفوضى وتمزيق اليمن ودعم الانقلابيين وميليشيا الحوثي، سيما أن التدخل القطري يظل دافعاً قوياً لقدرات الحوثيين العسكرية والمادية.

الحوثيون رفضوا التوجه إلى جنيف عبر طائرة تابعة للأمم المتحدة وأرادوا نقلهم عبر طائرة خاصة، وراحوا يكيلون حججاً وتبريرات واهية، لكن في الحقيقة فإن الحوثيين كانوا يريدون نقل قيادات تابعة لحزب الله وطهران والدوحة فضلاً عن أن مبرراتهم كانت بمثابة حق يراد به باطل، فهؤلاء تلقوا تعليمات واضحة من تنظيم الحمدين مفادها عدم المشاركة في أية مفاوضات من شأنها تهدئة المشهد في اليمن، بل إن التكليف كان واضحا لقادة الحوثيين بمواصلة التخريب والاغتيالات والصدامات وصناعة مشاهد دموية تعيد اليمن إلى نقطة الصفر حيث أحداث ما بعد عام 2011.

إلى ذلك حرصت قطر على تسويق موقفها من مفاوضات جنيف خارجيا، وخاصة في أميركا وأوربا، وهذا ما يؤكده مقال كتبه سفير قطر لدى الولايات المتحدة، في صحيفة «واشنطن بوست»، حاول من خلاله إلقاء مسؤولية الأزمة على التحالف العربي وحرص بشكل مباشر على الدفاع عن النهج القطري في تبرئة الميليشيات من الجرائم أو تعطيلها للحل السياسي، كما أن اختيار صحيفة أميركية لعرض وجهة نظر السفير القطري من خلالها هي بمثابة رسالة واضحة تقول أين تقف قطر؟ ومن ناحية أخرى رسالة تؤكد أن تنظيم الحمدين هو الذي يقود المسارات السياسية لدى الحوثيين.

لم تكتف قطر بدورها الشرير في دعم الإرهاب وميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة فقط، بل امتد دورها لتكون خنجراً في ظهر أشقائها العرب الذين ذهبوا إلى اليمن بخيرة شبابهم للدفاع عنها وحمايتها من السقوط، وهذا ما عشناه على سبيل المثال عندما زودت قطر تنظيم ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ الإرهابي وميليشيا الحوثي ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﻜﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻳﺔ ضد ﻗﻮﺍﺕ ﺇﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ العربي في ﺍﻟﻴﻤﻦ.

وأكدت المعلومات أن الإمارات لديها دلائل بالصوت والصورة على مساعدة الدوحة لتنظيم القاعدة من خلال نقل معلومات عن استعداد القوات الإماراتية لعملية أمنية، حيث أُبلغ تنظيم القاعدة بموقع القوات الإماراتية وخططِها، فوصل 4 انتحاريين وفجروا أنفسهم مستهدفين القوات الإماراتية.

هذه الواقعة واحدة من الوقائع التي تؤكد الدور الظلامي الذي تلعبه قطر ضد التحالف العربي إذ إن الدوحة وطهران تعتبران الحوثي نقطة ارتكاز لهم في المنطقة لضرب الأمن القومي العربي، وتحقيق الاختراق في شبه الجزيرة العربية وتنفيذ استراتيجية دعم وتمويل ورعاية الميليشيات والتنظيمات الإرهابية في المنطقة.

فليس خافياً على أحد أن هذه الدويلة وشريكتها إيران لديهما مخطط يعملان على تنفيذه، فبعد أن فشلت محاولاتهما في النيل من بعض الدول العربية وفي مقدمتها مصر فإنها لا تزال تحاول ضرب المنطقة ومد نفوذها من جديد عبر اليمن.

لكن وسط كل هذه المؤامرات والتمويلات والرعاية للإرهاب والتدخل القطري الإيراني لقطع أية مسارات تجاه حل الأزمة اليمنية، فإنه من الواضح أن التدخل عسكرياً بات الخيار القوي لإنقاذ الدولة اليمنية والحفاظ على شعبها ومؤسساتها، وبالتالي هنا تكون الرسالة واضحة بأن ثمن العبث بالأمن القومي العربي، سيكون غالياً ربما لن تستطيع كل من الدوحة وطهران تحمل هذه التكلفة.

Email