قطر وعلّة الإنكار

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تنفي الدوحة تعرض مقاتلتيها للطائرتين المدنيتين الإماراتيتين، يتبين لنا مجدداً أننا أمام موقف لا يخرج عن صبيانيات قطر المعهودة، تلك التي ملّها الخليج والعرب والعالم، وباتت تثير السخرية والشفقة في آن، وتثبت بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام اختلالات نفسية تحتاج إلى التحليل والمتابعة والعلاج. فقطر تقوم بالشيء وتصرح بنقيضه، وترتكب الجريمة ثم تتبرأ منها، أو تنفيها جملة وتفصيلاً، أو تنسلّ منها لتضعها على رأس غيرها، وهكذا كانت علاقتها بالإرهاب والتطرف، وبتمويل العصابات والقتلة والمرتزقة، وبالتآمر على الشؤون الداخلية للدول، وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة، وهكذا كانت علاقتها بالمخططات المشبوهة التي تستهدف الأوطان والبلدان والحجر والإنسان.

ووصل الأمر بقطر إلى حد تهديد سلامة المسافرين عبر تكرارها عملية التعرض للطائرات المدنية، وكأنها تريد أن تقول إنها موجودة، وأن أي محاولة لتجاهلها أو لتصغير قضيتها لا تجدي، وبالتالي فنحن أمام محاولة للتغلب على الشعور بالنقص والضعف، ومحاولة للتعويض عبر التظاهر بالقوة والتعالي والتكبر والغرور.

تعويض نقص

إن الشعور بالضعف داخلياً ومحاولة تعويض هذا النقص والضعف الذي يشعر به، يبدو أنه يحدث للدول كما للأفراد، فحين يشعر المرء بأن غيره لا يثق في قدراته، ويرفض أن يكون غيره أفضل منه، يحاول بأي طريقة أن يبين العكس، تتطور عنده المحاولة إلى مشكلة نفسية وصفة سيئة منبوذة من الجميع،

فحالة الدولة في الأخير، هي نتاج سياسات الأفراد من حاكميها، وخير مثال على ذلك، حالة قطر، الناتجة عن حالة الغرور والتعالي والتآمر والتذاكي وروح الانقلاب لدى الحمدين، ومن ينفذ أوامرهما، ومن يسير على خطاهما، ومن يحتذي بأساليبهما العدوانية التي لم تستثن الأب ولا الشقيق ولا الأخ ولا ابن العم ولا الجار ولا الصديق.

إن حالة الإنكار التي يعاني منها نظام الدوحة، هي التي تمنعه من التعامل مع المشكلات التي تتطلب اتخاذ إجراءات، مثل خروجه عن الصف الخليجي والعربي، ودعمه للإرهاب، وتلاعبه باستقرار الدول، وتورطه في سفك دماء الأبرياء، وفي التحول إلى حصان طروادة بالمنطقة، جلباً للخراب، وضرباً للقيم.

Email