من سيصل أولاً بومبيو أم ظريف؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لإيران، حملت رسالة للملالي هناك، مفادها أن أوروبا أيضاً قد تنضم للولايات المتحدة الأميركية في موقفها من البرنامج الصاروخي الإيراني، وبأن صبرها قد نفد، وموقفها أصبح محرجاً أمام الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة، وأنها قد تنضم للموقف الأميركي تجاه الصواريخ وتمدد إيران في الدول العربية، وتهديدها لأمن المنطقة، ما حدا بخامنئي بالإيعاز لخطيب الجمعة في طهران، أن ينقل الرد على لسانه، فقال «إن وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، الذي زار طهران يوم الخامس من مارس الحالي، تلقى الرد المناسب بشأن البرنامج الصاروخي».

وأضاف «إنه من الخطأ أن يقول وزير الخارجية الفرنسي، إنه يجب أن تأخذوا الإذن منا في القضايا الإقليمية، إن قائد الثورة أكد أن منطقتنا لا علاقة لها بهم، وفي هذا الإطار، لم نسمح لأحد إلى حد الآن بالتدخل، ومن الآن فصاعداً، لن نسمح بإثارة الفتن، وأن وجود أميركا في المنطقة، هو من أجل إثارة الفتن»، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة تسنيم الدولية للأنباء، الذراع الإعلامية لفيلق القدس بالحرس الثوري.

إيران ستتفاوض، لكنها كعادتها قبل التفاوض، تأخذ أكثر مما تريد، حتى تتفاوض على ما تريد، إيران تعرف أن تعيين بومبيو وزيراً للخارجية خلفاً لتيلرسون، له دلالاته، وأن ارتباطه بقرب انتهاء المهلة التي منحها ترامب للكونغرس ولأوروبا، ستنتهي في منتصف مايو القادم، لذلك تسارع الآن في التمدد في الأراضي السورية.

فطلبت من قاسم سليماني فتح معبر بري ثالث عبر الأراضي العراقية، يربط بين إيران والبحر الأبيض المتوسط، يمر هذه المرة عبر محافظة الأنبار، لمساعدة حلفائها في سوريا ولبنان، فجمع سليماني قادة من الحشد الشعبي ومن حزب الله، للتنسيق لفتح هذه المعابر، وتجري إيران الآن عملية تهجير قسرية للمدن السورية والعراقية، التي يراد أن تكون طريقاً يصل بإيران للبحر الأبيض المتوسط، ومن تلك المدن، الغوطة الشرقية، حيث تعمل إيران الآن بالتعاون مع نظام الأسد، وبغطاء روسي، على إخلاء هذه المدينة من سكانها، ومن إحلال الميليشيات الشيعية المرتزقة مكانها.

في ذات الوقت، تعمل إيران على تعزيز خمسة قطاعات عسكرية بقوات يصل عددها إلى 75 ألف مقاتل لبناني وعراقي وأفغاني، بالتعاون مع 10 آلاف جندي وضابط من الحرس الثوري الإيراني.

لم تكتفِ إيران بالتمدد في القطاع الشمالي، إنما تمددها لمحاذاة الحدود الإسرائيلية السورية، يتحدى التهديدات الإسرائيلية بتزويد قواتها بصواريخ بالستية، وأسلحة ثقيلة مضادة للطائرات، حتى ليبدو أن المواجهة الأخيرة التي جرت قبل شهر، لن تكون الأخيرة، وإسرائيل تصرح بأنها لن تسكت أكثر من ذلك على اقتراب إيران من حدودها. المصدر (المرصد الاستراتيجي).

فهل حمل لودريان وزير الخارجية الفرنسي، الإنذار الأخير لإيران؟، هل إزاحة تيلرسون المتهاون إيرانياً، والذي يرى في الاتفاق النووي اتفاقاً «معقولاً» قبل انتهاء المهلة، له دلالاته؟، هل تعيين بومبيو تحديداً، الذي يرى هو ووزير الدفاع ماتيس، بأن الأمن الدولي لا الإقليمي، مهدد بسبب أنشطة إيران، أيضاً له دلالاته؟، جميع هذه الأسئلة ستتحدد أجوبتها في الشهرين القادمين.

أما لحد الآن، فإن السباق الإيراني الأميركي يبدو أنه لصالح إيران، وأن وتيرة إيران هي الأسرع على أرض الواقع، استعداد لانتهاء المهلة، فمن سيصل إلى خط النهاية، وستكون له الكلمة الأخيرة، بومبيو أم ظريف؟.

* كاتبة بحرينية

Email