مصر في أربع سنوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

التحديات مشتركة، والمعركة مستمرة..

مصر هدف استراتيجي للمتآمرين الباحثين عن زعزعة الاستقرار في محيطها العربي.

الانتخابات الرئاسية في مصر رهان لدى المتربّصين لإرباك المشهد الإقليمي، أيادٍ خارجية، وأخرى داخلية تتحرك بقوة لتعكير الأجواء الانتخابية، المنظرون في الخلاء والمخادعون في وسائل التواصل الاجتماعي يطلقون قذائف وهمية لا تستند إلى علم أو منطق للنيل من الإنجازات غير المسبوقة في وقت قياسي، وذلك لصالح أجندات غير وطنية.

وسط التحديات التي تحيط بمصر تؤكد الأرقام حجم نجاحات كبيرة قطعها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ولايته الأولى على مختلف الصعد، فعلى الصعيد الدولي والعربي عادت مصر بقوة إلى محيطها العربي، انطلاقاً من محددات الأمن القومي الإقليمي المشترك وضرورة حمايته والحفاظ عليه.

فقد نجحت مصر في ملفات عديدة منها مساعدة اللاجئين، ومواجهة الهجرة غير الشرعية، وتجديد الخطاب الديني، وإحياء عملية السلام، والسعي نحو حل القضية الفلسطينية، والإصرار على موقف واضح وقاطع من نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ورعاية مفاوضات تتعلق بسوريا وليبيا والتحالف القوي مع الرباعي العربي لتحجيم دويلات التآمر التي تدعم الإرهاب، وتفكيك محاولات وضع مصر في عزلة دولية، فضلاً عن النجاح في عقد عشرات الاتفاقيات الاقتصادية والبترولية الموقعة بين مصر والشركاء الأوروبيين.

كما نجحت الدبلوماسية المصرية خلال الولاية الأولى للرئيس السيسي في تصحيح موقف بعض الدول مثل فرنسا وألمانيا من ثورة 30 يوليو 2013 بعد أن ذاقت مرارة الإرهاب وأدركت الدور الحقيقي لجماعة الإخوان الإرهابية.

أيضاً على الصعيد الداخلي فقد نجحت مصر طوال السنوات الأربع الماضية في استعادة مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية فضلاً عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تسهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار، من بينها إجراءات استهدفت تخفيف أعباء الأسرة من خلال زيادة المعاشات بنسبة 15%، وزيادة الحد الأدنى لمعاش تكافل وكرامة بنسبة 30%، وارتفع عدد المستفيدين منه إلى 2.5 مليون أسرة مصرية.

كما ارتفع الاحتياطي النقدي إلى 37 مليار دولار بعد أن كان 15 مليار دولار قبل ثورة 30 يونيو، وانخفض ميزان العجز التجاري في العامين السابقين بمقدار 20 مليار دولار، منهم 4 مليارات دولار زيادة في الصادرات و16 مليار دولار انخفاضاً في الواردات.

أيضاً شهدت معدلات البطالة انخفاضاً من 13.4% إلى 11.9% وانخفاض معدلات التضخم من 35% إلى 22% خلال الشهر الحالي، ويستهدف الوصول بها إلى نسبة 13%، وتراجع عجز الموازنة العامة نسبة للناتج المحلى الإجمالي من 16.7% عام 2013 إلى 10.9% عام 2017، وارتفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14% في العام المالي 2016- 2017.

في حين وصل حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 نحو 400 مليار جنيه تقريباً في مشروعات الإسكان والتشييد والتنمية العمرانية، ووفقاً للأرقام والإحصاءات نستطيع القول إنه تم الانتهاء خلال هذه الفترة من تنفيذ عدد كبير من المشروعات، بلغ مجمل تكلفتها نحو 2 تريليون جنيه.

إذاً نحن أمام أرقام فعلية لبناء دولة كانت مهددة، بل ولا يزال سقوطها هدفاً استراتيجياً لينفرط عقد المنطقة بأكملها، وبالتالي تأتي هنا أهمية الانتباه لما يحاك لمصر في الانتخابات الرئاسية هذه المرة داخلياً وخارجياً ومحاولات إرباك المشهد الانتخابي باللجوء إلى أحط الأساليب في إذاعة معلومات مغلوطة ومزيفة حول تفاصيل العملية الانتخابية.

وذلك لخداع الوعي العام، فضلاً عن التشكيك في الإنجازات العملاقة التي تمت خلال السنوات الأربع الماضية، والتي نراها رؤية العين وهي واقعية على العكس من الأكاذيب التي تتبناها ميليشيات إلكترونية وإعلامية لجماعات إرهابية ترعاها وتقف خلفها دويلات صغيرة لا يسعدها الاستقرار الذي وصلت إليه مصر.

هذه التحديات قطعاً ستتحول إلى مصادر قوة لمصر ولمحيطها العربي ولكن الدرس هنا أن المخططات مستمرة وأن قوى الشر لا تزال ترى أن الفرصة سانحة لتحقيق ما فشلت في تحقيقه خلال السنوات السبع الماضية من تمزيق وتأليب الرأي العام على أنظمته، بل وبذل مجهودات مضنية في إفساد العلاقات بين الدول وبعضها.

وبالتالي علينا نحن الدول العربية ألا تغفل أعيننا تجاه قوى الشر في كل مكان، وأن نواصل دعم مصر مستلهمين روح الدعم العروبي أثناء ثورة 30 يوليو 2013 لاستكمال طريق الاستقرار ومواجهة القوى الظلامية.

 

 

Email