تجربتي مع الشيطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط الألاعيب القطرية وإصرار تنظيم الحمدين على التدخل في شؤون الغير بمختلف الطرق والأساليب، والمضي في دعم وتمويل الإرهاب واستمرار محاولاتها الرخيصة لاستدعاء أجواء الفوضى وتأليب الرأي العام، مدفوعة بمخططات سوداوية تخريبية في المنطقة.. وسط كل هذه الأجواء يظل التاريخ القطري مغايراً ومحملاً بعلامات الاستفهام ومثيراً للجدل لما يفوح من فصوله من روائح الدم والعنف والتآمر، من بين صفحات هذا التاريخ أزاح أخيراً اللواء محمود منصور مؤسس المخابرات القطرية، الستار عن أسرار، في كتاب مهم بعنوان (تجربتي مع الشيطان)، تكشف العمق التآمري للدوحة، المؤلف يتجول وسط أوراقه السرية للدويلة فيصفها بأنها صاحبة جريمة تخريب الدول والمجتمعات العربية على مدى السنوات الأخيرة منذ عام 1995، أي بعد أن انقلب ولي العهد القطري حمد بن خليفة على والده الأمير خليفة بن حمد آل ثاني.

فمنذ ذلك الحين استُخدم حاكم قطر الجديد ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، لتنفيذ الجانب المالي والإعلامي والإيوائي من مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي صمم ووضعت تفاصيله داخل أروقة أجهزة الأمن الغربية، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وتوابعها.. الصهيونية العالمية وبريطانيا، ويروي المؤلف أن فكرة ساذجة عرضها عليهم الإخوان الإرهابيون الموجودون في قطر، والمشردون في أوروبا وأميركا، وهي إقامة دولة الخلافة الإسلامية.

وأمام المآسي الضخمة والشهداء والدمار الذي لحق بدول عظيمة وكبيرة ولها أدوارها في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، يشدد المؤلف علي ضرورة التسجيل أمام التاريخ ماذا فعل الانبطاح للسيد الغربي بالأمة العربية؟ فكان لابد أن يعلم كل مواطن عربي وكل مواطن في العالم كيف يحمي الأمن القومي أو الأمن الوطني لبلده، ذلك أنه حينما يبيع الحاكم دولته في سبيل أن يبقى في الحكم، فإن ذلك يؤدي إلى مخاز عنيفة وقاسية لا تقبلها الإنسانية ولا يقبلها العقل، وتتصاعد مفاجأت الاسرار لتشمل الإجابة على أخطر الأسئلة..

كيف أصبحت قطر جسماً غريباً على الخريطة العربية مماثلاً تماماً للجسم الإسرائيلي الذي وجد منذ سبعين عاماً، وفي ذلك محاولة لنشر الفكر الصهيوني على الساحة العربية تمهيداً للفكرة المجنونة الخاصة بالدولة الصهيونية التي تسود العالم وتكون عاصمتها «أورشليم».

ودلالات احتضان الإسرائيليين للبيت الحاكم في قطر بشكل مبالغ فيه، من حيث الاستضافة في المشاتي والمصايف الإسرائيلية، وتوفير أماكن الإقامة المملوكة لهم، وفتح مجالات التجارة المتبادلة بقوة مع كبار التجار المناصرين للحاكم، وتقديم البيت الحاكم في قطر، تبرعات ضخمة بمئات الملايين من الدولارات من أجل إنشاء مستعمرات سكنية للمستوطنين الإسرائيليين في فلسطين، بالمال القطري الذي كان عربياً، والأسوأ من ذلك حينما تطوع البيت الحاكم بتقديم منحة ضخمة بمئات الملايين من الدولارات أيضاً إلى قدامى المحاربين الإسرائيليين.

يتضمن الكتاب شهادة منصور على انقلاب حمد بن جاسم على والده الشيخ خليفة بن حمد، الذي باركته واشنطن مقابل سماح حمد بن خليفة ببناء قواعد عسكرية أميركية في الدوحة، وهي الصفقة التي كان مهندسها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق.

أما المعلومات حول إنشاء قناة الجزيرة فقد أشارت وثائق المؤلف إلى أن هدفها منذ اللحظة الأولى هو بث الفوضى وتقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة متناحرة يسهل إخضاعها والسيطرة عليها لصالح إسرائيل والغرب، فضلاً عن العمق الذي يربط بين الدوحة وقادة الإرهاب في العالم أمثال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق وأيمن الظواهري، وعلاقة تنظيم الحمدين بنظام الملالي الإيراني، وأسرار تنحية الأميركان لحمد بن خليفة ودور والدة تميم في الانقلاب النسائي الثاني الأبيض على زوجها وتنصيب ابنها الشاب تميم.

 

 

Email