رأي

خروج عن الإجماع العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد خافياً أن نظام الدوحة قرر منذ فترة طويلة الخروج على العرب والتحالف مع أعدائهم، وبعد أن كان يعتمد السرية في مؤامراته،اندفع وبلا مواربة، إلى الإفصاح عن ميوله وتوجهاته وخياراته، سواء من خلال الإنحياز الأعمى للمشروع التوسعي الإيراني، أو من خلال احتضان القاعدة العسكرية التركية، إضافة إلى الإصرار على احتضان قيادات الإرهاب غير المعترفة بالعرب والعروبة،والباحثة عن وهم تحقيق الخلافة الإسلامية، وكذلك تمويل وتسليح الميلشيات المتمردة عن الدولة الوطنية والأمن القومي العربي.

وعندما يقول وزير خارجية نظام الدوحة إن ما حدث لبلاده يحدث اليوم مع لبنان، يوجز المسألة، ويختصر كل ما يدور في المنطقة، حيث لا أحد يقف ضد الدولة اللبنانية، ولكن القضية تتعلق بما يمثله حزب الله من خطر على العرب والعروبة،وهو الذي ينفذ أجندات التوسع الإيراني تحت الغطاء الطائفي، عبر عداوته المعلنة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.

وعندما تأكد السعوديون ومن ورائهم العرب، أن الأمر وصل إلى حد استعمال صاروخ باليستي، صنّعته إيران، وقامت عناصر حزب الله بتفكيكه وتهريبه إلى اليمن ثم إعادة تركيبه وإطلاقه في اتجاه الرياض، بل وإلى حد اعتراف حسن نصر الله بالدور الذي تنفذه ميلشياته ضد التحالف العربي في الأراضي اليمنية، زاعماً أن ذلك ينطلق من معتقداته الدينية والإيديولوجية بضرورة دعم المتمردين الحوثيين، في إشارة منه إلى النزعة الطائفية المعتمدة لتدمير المنطقة العربية خدمة لمشروع نظام الملالي في طهران.

 

ولكن ما الذي يجمع بين قطر ولبنان وفق وجهة نظر وزير خارجية نظام الدوحة ؟ الجواب يبدو بسيطاً، وهو أن الموضوع يتعلق أساساً بالتوافق بين «تنظيم الحمدين» و«حزب الله» في تبعيتهما لإيران وعدائهما للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وتآمرهما ضد الأمن القومي لدول المنطقة، وتدخلهما في الشؤون الداخلية للدول العربية، واعتناقهما لعقيدة الإسلام السياسي بوجهيه السني والشيعي، واحتضانهما للجماعات الإرهابية والميلشيات الخارجة عن القانون.

 

إن خروج قطر عن الأمة العربية جزء من المشروع العقائدي المعتمد من قبل «تنظيم الحمدين»، وولاء حزب الله لعقيدة الولي الفقيه أساس بنيته الفكرية والإيديولوجية، وهما، وإن تظاهرا بالإختلاف على بعض التفاصيل، إلا أنهما يتفقان على أساس معاداة العروبة عبر التآمر المعلن ضد دولها المركزية ومؤسساتها القومية ومصيرها الواحد

Email