عقدة النقص القطرية

دوافع قطر في عدائها لمصر والسعودية والإمارات والبحرين جد خطرة، هدفها تعويض نقص المكانة والتاريخ وضآلة الحجم من خلال الإنفاق ببذخ بالغ على ما يجلب لها شهرة عاجلة وسريعة حتى لو عبر أعمال التخريب والتدمير، وحاولت قطر أن تصطنع لنفسها خلال الأزمة الأخيرة دور الضحية والمظلوم، الذي يتعرض لعدوان أربع دول عربية، بينها مصر والسعودية، تريد تدمير الهوية القطرية وتقزيم دورها العالمي والقضاء على تفردها بالغناء خارج السرب العربي، والعمل على تغيير نظام حكمها، الذي يتوارث أباً عن جد خيانة الأبناء للآباء.

الدول الأربع أعلنت منذ اللحظة الأولى لخلافها مع قطر أنها لا تستهدف العدوان العسكري على قطر أو تغيير نظام الحكم أو المساس بأسرة آل ثاني، وأن كل ما تريده الدول الأربع أن تغير قطر نهجها السياسي، الذي يضرب بأمن ومصالح أشقائها في دول الخليج والعالم العربي.

رغم هذه التصريحات الواضحة سارعت قطر إلى اتهام الدول الأربع بأنها تخطط لعدوان عسكري على قطر، وسارع وزيرا خارجية ودفاع قطر إلى الإعلان بأن قطر وقواتها المسلحة على أهبة الاستعداد لردع عدوان الدول الأربع، والدفاع عن أرض قطر وشرف قطر.

وسارعت أنقرة إلى الإعلان عن صدور قانون من مجلس النواب التركي يعزز القاعدة العسكرية لتركيا في قطر بإرسال خمسة آلاف جندي، مهمتهم توفير الحماية للأمير القطري وأسرته.

يتساءل المرء عجباً عن فحوى استقلال القرار القطري في ظل وجود قواعد عسكرية تضم أكثر من 11 ألف جندي أميركي، ومن الذي يخترق أحكام القانون الدولي، الدول الأربع التي تطالب قطر بالكف عن دعم الإرهاب، أم قطر التي تمد يدها الى الشأن الداخلي لعدد من الدول العربية؟.

الأشد من جميع هذه التخرصات القطرية قبحاً ما جاء على لسان وزير خارجية قطر محمد عبد الرحمن آل ثاني وهو يسلم الرد القطري للكويت من أنه لو كانت هناك لأي من دول مجلس التعاون الخليجي تأكيدات تثبت خرق قطر لأي قضية أمنية أو سياسية لدول الخليج فإن قطر يمكن أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار، بما يعني أن مصر ينبغي أن تكون خارج الحسبة، وأن جهودها لتخريب مصر وسوريا وليبيا تدخل في حيز المسموح الذي لا ينبغي لأي من الدول الخليجية التدخل فيه، لأنه يمثل تدخلاً في سياسات قطر الخارجية.

لماذا تصر قطر القزم الغنية المنغلقة على استعداء مصر واستهدافها رغم أن مصر لم تحاول أبداً التدخل في الشأن القطري مع استطاعتها الوصول إلى أكثر الأماكن في قطر خصوصية وأمناً، ورغم فروق القوة والمكانة التي تتيح لمصر أن تعطى قطر درساً لن تنساه؟

خلاصة القول، إنه لا مفر من محاسبة قطر ومعاقبتها، لأنه لا صلاح لقطر ولا علاج لها سوى فرض المزيد من العزلة والمزيد من مطاردتها داخل مجلس الأمن، وداخل مجلس الجامعة العربية حتى يحل بها عقاب رادع، لأن استثناء قطر من العقاب على مساندتها الواضحة للإرهاب رغم ثبوت أدلة الاتهام يعيد المجتمع الدولي في حربه على الإرهاب إلى نقطة الصفر.

 

 

الأكثر مشاركة