مصير الرجل بعد الأربعين

ت + ت - الحجم الطبيعي

التركيز في الكتابة على المرأة، وكأنها ذلك المارد أو السراب الذي يخشاه الرجل وهو في الوقت ذاته هروب من الكتابة عن الرجل، أليس هو سي السيد حسب المقولة المصرية، أما ما هي متطلبات الرجل فوق الأربعين؟ فيبدو أن ذلك ممنوع الكتابة حوله، وخاصة أن معظم المسؤولين عن تلك الصفحات هم رجال، ونادراً ما تكون امرأة، وهي تخشى في أغلب الأحيان من فتح المجال للكتابة بشأن الموضوع لأسباب عديدة يدركها البعض.

وتؤكد الدراسات العلمية أن عمر الإنسان الافتراضي أصبح ما بين 80 - 100 سنة، وحتى هذه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. وفي مقالة في موقع (بولد سكاي) والتي تعنى بالصحة، حيث تؤكد على وجود أسرار وراء هرولة الرجال نحو السيدات ممن هن فوق سن الأربعين، وسوف نرد عليها واحدا بعد الآخر، لعل ذلك يوضح لمن يرغب لمعرفة الأسباب الحقيقية وليست تلك التي تبعد القارئ عن الحقيقة أيضاً.

1) إن الشابات يخلقن المشكلات وعداهن يحللن المشكلات. وهذه بحد ذاتها تهمة للشابات، متناسين أن رؤيتهن للحياة الزوجية تؤمن بالمساواة، وإن الأسرة تعتمد على الطرفين، وخاصة أنها لا تعتمد عليه اقتصادياً، بعدما دخلت سوق العمل والإنتاج.

2) إن الشابات يحتجن إلى التدليل وغيرهن يدللن الرجل، وهذه أيضاً دعوة لعدم الزواج من الشابات حتى تزداد نسبة غير المتزوجات، مما يزيد القيود عليهن من الأسرة، وكأنها سوف ترتكب المحرمات، ولا يدركون أنها واعية تحافظ على القيم السائدة.

3) هل من المعقول أن تحقيق الأحلام محصور في سن معينة؟! إن أحلام الإنسان تدفن معه في القبر بعد عمر طويل.

4) ما عادت الحياة سراً غامضاً في هذه الأيام، بل إن التقدم العلمي والمعرفي حق للجميع، أم إن هذا مشكوك فيه، حيث إن الإنسان يمر بالعديد من المراحل العمرية هي الطفولة، والشباب، والشيخوخة.

5) من يدعي أن المرأة أو الرجل لا يحب الإطراء والمديح من قبل الطرف الآخر، إن هذه حاجة نفسية يحتاجها الإنسان في كل مراحل عمره، سواء كان شاباً أو كبير السن، أليس هذا الإطراء هو مثل الهواء النقي الذي يحتاجه الجميع وفي كل المجتمعات العالمية.

6) إن الإنسان هو الذي قد يبسط الأمور حتى تلك المعقدة، وذلك ليجري نهر الحياة بسلاسة ويستمتع بها من دون مناقشات تعكر أجواء السعادة، وهو مطلب الجميع، إن التفكيك المعقد، وجعله حلقات بسيطة، يساهم في الحل خطوة بعد خطوة.

7) من قال إن الجدل غير مفيد في هذه الحياة، فهو قد خرج عن جادة الصواب ودخل في متاهات الشبكة المضللة للإنسان في مسيرة حياته، ألا نستفيد من مقولة إن اختلاف الآراء هو جزء من فلسفة الحياة، كما أكد على ذلك الفيلسوف فولتير، حيث قال: «قد أختلف معك في الرأي، ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك».

8) إن الإنسان، سواء كان ذكراً أو أنثى، يفصح عن مشاعره، وهذه لا علاقة لها بالسن، إن الإفصاح عن المشاعر اتجاه الآخر، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، مريح لكل الأطراف في العلاقات الإنسانية. وقد يحول الكره إلى محبة أو بالعكس في بعض الأحيان أيضاً.

9) إن الإنسان بطبعه يبحث عن الرومانسية، وهي قد تكون غير واقعية إلا أنها حلم الإنسان العطشان بقطرة ماء في صحراء قاحلة، إنها شفافة كالزجاج ولكن حذار من الضغط حتى لا ينكسر ويسبب جروحاً قد تكون قاتلة للإنسان.

هذه بعض المقارنات بين جيل الشباب وغيرهم من بني البشر، وربما هذا المقال هو حلم إنسان يبحث عن سعادة الإنسان، بالرغم من كل المعوقات الاجتماعية أو الاقتصادية وحتى السياسية، وهذه المعوقات يمكن دراسة أسبابها ووضع الحلول للتغلب عليها بهدف جلب السعادة والأمن من جديد لإنسان هو أساس المجتمع البشري.

Email