المدينة الذكية وإبداع الإنسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

من زار دبي منذ ربع قرن ويزورها اليوم سيرى أنها دبي جديدة غير التي يعرفها، وذلك الشخص الذي كان يزورها على فترات متقطعة يهوله حجم الإنجازات التي تمت في زمن قصير والتي يشهد معها تغييرات كبرى في كل زيارة يقوم بها.

ليست ناطحات السحاب هي ما يذهل المرء، وليس لأن برج خليفة أعلى برج في العالم، ولا شبكة الطرق التي لا نجد لها مثيلاً في العواصم العربية.. وليس مطار دبي الذي أصبح من أكثر مطارات العالم انشغالاً، ولا لأن طيران الإمارات بأسطولها ونوع خدماتها باتت من أقوى الشركات العالمية، كل تلك إنجازات مادية يشعر المرء بالفخار حين يراها ويشعر أنها إنجازات ذكية، ولكن من يتابع الجوانب الأخرى في بعدها الإنساني وبعدها الإداري وبعدها التكنولوجي، ينتقل إلى بعد أكثر ذكاء.

لقد تم تدشين دبي لكي تصبح من المدن الأحدث في العالم، وبلا شك أن دبي من خلال رؤية قيادتها الثاقبة والمستقبلية، استطاعت أن تنقل دبي إلى مرحلة باتت تسابق الزمن لتأخذ شكل المدينة الذكية.

ومن يعيش في المدينة الذكية يجب أن يواكبها بالذكاء المناسب سواء كان ذلك الذكاء الاجتماعي أو الاقتصادي أو الفكري أو التكنواوجي. ومواصفات الإنسان الذكي في المجتمع الذكي تبدأ بشخصية متفتحة، متسامحة تقبل بالآخر، وتتعاون معه، وتؤمن أن طبيعة الحياة تقوم على التعاون والتكامل. ولا يمكن لإمرئ في مدينة ذكية أن يعيش دون أن يمتلك القدرة على التعامل مع أدوات الحياة الذكية.

إذا كانت الحكومة الذكية في دبي باتت تنجز معاملتنا عن طريق الهاتف الذكي، وعن طريق الإنترنت، فنحن إذن أمام إنسان يحتاج إلى أن يتعامل مع تلك التقنيات والتعامل مع البيانات بطريقة ذكية.

ومن زار معرض جايتكس بدبي يمكنه أن يدرك الأهمية لمثل هذه المعارض التي تنقل إلينا أحدث المبتكرات الإلكترونية في العالم، وتستدعي منا الوقوف عند هذه المنجزات الحضارية التي صارت جزءا من حياتنا اليومية لتعمل على توفير حياة أكثر رفاهية وتوفر وسائل ذكية للتواصل كما لم نعهد ذلك من قبل.

لقد أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بالأمس القريب أن ما تم إنجازه على مستوى الحكومة الذكية بلغ أكثر من 180 خدمة وهي تمثل كما أشار في تقديمه إلى نسبة تقترب من ٪99 والحمد الله أن هذه بالنسبة كانت نسبة إنجاز وليست نسبة مئوية للانتخابات التي كنا نشهد نتائجها في كثير من صناديق انتخابات الرؤساء في بعض الدول العربية.

إنّ من يزور شواطئ دبي سيلفت نظره احتضانها للتكنولوجيا حيث يتوافر فيها الواي فاي المتاح مجانا لرواد تلك الشواطئ، وبذلك تصبح دبي من المدن الأولى في العالم التي توفر الواي فاي لمستخدمي الإنترنت في الأماكن العامة. وهذا الأمر دليل على أن من يمتلك الرؤية لمدينة عصرية ذكية هو إنسان ذكي يمتلك الرؤية ويمتلك المستقبل.

 

Email