اقتدار سياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والوفد المرافق إلى الصين، تعبير عميق عن العلاقات الاستراتيجية التي تجمع الإمارات والصين.

زيارة مهمة في توقيت تتطلع فيه الدولة إلى ترقية هذه العلاقات فعلياً، على المستويات كافة، والتحول بها، من علاقات استراتيجية إلى تحالف قوي بين البلدين يمثل رؤية سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية تصوغ المستقبل في العالم والمنطقة.

هي زيارة تعبر عن قدرة الدولة الفذة على صياغة علاقات متزنة مع كل القوى النافذة في هذا العالم، ضمن قراءة دولتنا وقيادتنا للواقع والمستقبل.

لقد شهدت العلاقات بين البلدين والتي بدأت دبلوماسياً عام 1984 تحولاً نوعياً خلال عقود قليلة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، والتبادل التجاري بين البلدين يعبر عن تماثل سياسي في الرؤى إزاء مختلف قضايا العالم والمنطقة.

إن الصين التي تعد ثاني شريك تجاري للإمارات تعد كذلك شريكاً سياسياً مهماً جداً، فالعلاقات التي تصوغها قيادتنا ودولتنا، علاقات صداقة استراتيجية، قائمة على أسس محددة قابلة للتطوير دوماً، فالإمارات شريك إقليمي ودولي للصين، وهي أيضا شريك اقتصادي يسعى لتعزيز الفرص عبر وسائل عدة أبرزها صندوق الاستثمار الاستراتيجي المشترك بين البلدين بقيمة تبلغ 10 مليارات دولار.

لقد أسست دولتنا لعلاقات متينة مع بلد مهم جداً في هذا العالم، منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي علاقات تعززت سياسياً بزيارات كبار المسؤولين إلى الصين مراراً، واستقبال مسؤولين صينيين رفيعي المستوى في الإمارات، وهذه الزيارات تكريس لمستوى فاعل وقائم للعلاقات وصل إلى مستويات غير مسبوقة سياسياً واقتصادياً.

هذه العلاقات السياسية الوازنة بين البلدين، كانت تستخلص دوماً ذات المواقف المشتركة إزاء القضايا الدولية، التي لابد من بلورة مواقف مؤثرة منها، في عالم لا يقبل إلا التنسيق بين القوى الفاعلة فيه، وعدم انتظار الأحداث لتلقي بظلالها على رؤية العالم، دون موقف مسبق، ومحدد إزاءها.

إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الى الصين، اقتدار يحمل في طياته بصيرة نافذة، ترى أن العلاقات الايجابية تعبير إماراتي عن سياسة بلادنا القائمة على مد جسور وشبكات العلاقات مع قوى العالم، بما يصب في صالح بلادنا، والعالم أيضاً.

Email