إلا أبناء زايد.. يا جزيرة البهتان والمكايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن دولة الإمارات العربية المتحدة تنتهج منذ تأسيسها على يد البناة والمؤسسين، زايد بن سلطان آل نهيان، وراشد بن سعيد آل مكتوم (طيب الله ثراهما) توجهاً سياسياً ملتزماً بقيم الحق والعدل، وهو النهج الذي سار عليه والتزم به «الخلف» من بعدهما، ويصاب بالدهشة والاستغراب والغضب والامتعاض.

كل من يسمع نقداً غير موضوعي يوجه لرموز دولة الإمارات، والتي هي بشهادة العديد من رؤساء العالم وحكام الدول، واعترافات العديد من الوكالات والمنظمات الدولية المرموقة، بأنها تتصدر المنطقة في الريادة والعطاء والدبلوماسية السياسية المعتدلة المنفتحة على الجميع.

إن قيادتنا الرشيدة تدير شؤون دولتنا، في سياق منظور قيمي مستوحى من ديننا الحنيف بتعاليمه ومبادئه.

وانطلاقاً من موروثنا التاريخي والحضاري، قيادة تربت وتشبعت من فكر وقيم ومبادئ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي قال عنه الساسة والكتاب العرب «فارس الوحدة العربية»، و«حكيم العرب».

لقد حددت دولة الإمارات فكرها ونهجها السياسي والدبلوماسي بناءً على قناعات ثابتة ونهج واضح، من أهم مرتكزاته ألا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وبالتالي لا ولن نقبل أي تطاول من أي دولة أو فرد، أوأي جهة أو مؤسسة إعلامية بعينها أياً كان موقعها الجغرافي من قريب أو بعيد التطاول على رموزنا.

إن سياسة الإمارات تنأى عن الدخول في أي مهاترات ومعارك في غير معترك، لأن «على الكبير أن يبقى كبيراً». إن ما لفقته قناة الجزيرة القطرية عن حديث سمو الشيخ عبدالله بن زايد حول حادثة الطائرة العسكرية الروسية المنكوبة لهو خبر إعلامي متعمد ومقصود ضد دولة الإمارات وهو الأمر الذي أكده الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة له في هذا الشأن.

إن قناة الجزيرة القطرية انتهجت منذ تأسيسها سياسة «تحريك المياه الراكدة» والتي استطاعت منذ بداية عهدها لغاية تفجير ثورات ما يسمى بالربيع العربي

. أن تحرك وتهيج العقول الباطنة وليست العقول المنفتحة الواعية المدركة لسياسة نهجها الإعلامي العبثي من خلال برنامج الرأي والرأي الآخر والذي استطاعت أن تصور من خلاله أن الإنسان العربي متعصب وهمجي بطبعه وتكوينه الاجتماعي وغير متقبل لرأي الآخرين!

مما يؤدي إلى نظرة الغرب له بصورة أشمل نظرة دونية تقلل من فكره ورؤاه وتصوراته وتقبله لاختلاف الرؤى والقضايا و كل ما يدور حوله من أحداث بكيفية التطلع لوضع الحلول الجوهرية المناسبة لحلها، والتعايش معها.

لقد استطاعت الجزيرة في بداية عهدها من دون منازع أن تخلق لها قاعدة جماهيرية عريضة كبرى من المشاهدين في الوطن العربي، كما أنها أيضاً كانت الملاذ الآمن لاستقطاب المثقفين من المعارضين لأنظمة بلدانهم وفتح المجال أمامهم بالجلوس لساعات وبأريحية تامة للتعبير عن ما يجول بخواطرهم وإفساح المجال لهم بصب غضبهم على حكامهم وأنظمة حكوماتهم مصورة لهم بذلك أنها الراعي الرسمي للديمقراطية في الوطن العربي.

لقد كانت الجزيرة تسير على نهج «أرى ما أريد» وهو النهج الذي في المقابل كان الإعلام في بعض بلدان الوطن العربي فيه يسير في عكس اتجاهه! أي أنه كان يسير بخطى غير مدروسة! إن قناة الجزيرة سارت في ركب «إخوان الشيطان».

وكانت لهم «الحضن الدافئ والحليف الأكبر» الذي كانوا من خلالها يتطاولون على سيادة الإمارات ورموزها ويحرفون الأقاويل والأكاذيب المضللة بواسطة شيخ الفتنة القرضاوي وتارة أخرى يهيلون السباب والشتائم لمصر وشعبها ورئيسها ويشككون ويطعنون في شرعية ثورتها ورئيسها المنتخب بنسبة تفوق 90%...

إذ تتفق معظم الآراء للمتتبعين لقناة الجزيرة من محللين سياسيين وعسكريين ورجال إعلام وصحافة في الوطن العربي بإن قناة الجزيرة تبث الأكاذيب وتروج لمصالح جماعة الإخوان الإرهابية.

إذا أنها باتت أشد خطراً من إسرائيل على الأمن القومي المصري بصفة خاصة، والأمن القومي العربي بصفة عامة، مؤكدين أن الجزيرة هي أمل الإخوان في زرع الفتن والشقاق والاضطراب الأمني في الدول العربية.

لقد قال عنها المفكر السياسي المصري «مصطفى الفقي» في أحد حواراته التلفزيونية، إنه أذهله تهويل الجزيرة للمظاهرات في مصر بشكل غير مسبوق، مضيفاً أن مذيعيها تحولوا لمحللين سياسيين واستخدموا مصطلحات مستفزة، محذراً، يجب عليها الكف عن إثارة الشعب المصري واصفاً إياها بقناة الإثارة والاستفزاز للرأي العام.

وبهذا فإن الجزيرة بعد أن حققت نسبة مشاهدة لم تحققها قناة عربية من ذي قبل، هبط مؤشرها للهاوية وذلك بسبب استفزاز الشعوب وتحريضهم على حكامهم وإثارة الفتن والقلائل والتدخل في شؤون الشعوب العربية..

وهو الأمر الذي شاهده العالم أجمع في ثورة يناير في مصر عندما نصبت القناة شاشات العرض في ميدان التحرير محرضة المصريين على الرئيس مبارك ومدعية بأنه سيورث ابنه الحكم ويمتلك ثروة لا تقل عن «سبعين مليار دولار!؟» وهو الأمر الذي اتضح في نهايته زوراً وبهتاناً روجت له الجزيرة على الرئيس مبارك وذلك بعد أن أسدل الستار على «قضية القرن» واتضحت الرؤية من خلال مجرى القضية والأدلة والبراهين التي قدمت فيها..

هذا نموذج من نماذج سياسة قناة الجزيرة التحريضية الكاذبة..

ونقول للجزيرة والقائمين عليها كفوا بهتانكم وحقدكم وغلكم البغيض عن دولة الإمارات ورموزها الشوامخ لأنكم مهما ادعيتم على أبناء زايد زوراً وبهتاناً لن تحققوا من مآربكم ما ابتغيتم ودولة الأخيار الشرفاء، دولة العز والرفاه، ونصرة المظلوم، واحترام حقوق الإنسان أياً كانت جنسيته وموطنة، دولة الرجال العظماء الكرماء أبناء زايد الخير والمحبة والعطاء.

لم ولن يتأثر رموزها وشعبها بمهاتراتكم.. لأن (البيت متوحد!).. وإن عدتم عدنا.

Email