قانون الكراهية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حضت شريعتنا السمحاء على كل أنواع التسامح والود بين أفراد المجتمع والعالم أجمع وكان أكبر نموذج على ذلك رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي نزع البغضاء والغل من بين القلوب وعمد إلى زرع الحب والتسامح من خلال بعثته.

وحذا حذو رسولنا الكريم جميع الصحابة والتابعين الذين اقتفوا اثره وعملوا على نهجه وشريعته صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا جاء حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تدوين قانون ينظم العلاقات وينزع الغل والشحناء من بين الأفراد على أرض المعمورة.

حيث أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً بقانون رقم 2 لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.

ويتضمن نص القانون الإماراتي الجديد «حظر الإساءة إلى الذات الإلهية أو الأديان أو الأنبياء أو الرسل أو الكتب السماوية أو دور العبادة وفقاً لأحكام هذا القانون أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل الإثني.. كما جرم القانون كل قول أو عمل من شأنه إثارة الفتنة أو النعرات أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات من خلال نشره على شبكة المعلومات أو شبكات الاتصالات أو المواقع الإلكترونية أو المواد الصناعية أو وسائل تقنية المعلومات أو أية وسيلة من الوسائل المقروءة أو المسموعة أو المرئية وذلك بمختلف طرق التعبير كالقول أو الكتابة أو الرسم».

حيث جرم هذا القانون وحدد العقوبات لكل مخالف أو متهاون، تسول له نفسه الاحتقار والازدراء.

وعليه يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات وبالغرامة التي لا تقل عن 250 ألف درهم ولا تجاوز مليون درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب فعلاً من الأفعال المنصوص عليها أعلاه بإحدى طرق التعبير.

كما يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سبع سنوات وبالغرامة التي لا تقل عن خمسمائة ألف درهم ولا تجاوز مليوني درهم كل من تطاول على الذات الإلهية أو الطعن فيها أو المساس بها أو الإساءة إليها أو التطاول على أحد الأنبياء أو الرسل أو زوجاتهم أو آلهم أو صحابتهم أو السخرية منهم أو المساس بهم أو الإساءة إليهم بإحدى طرق التعبير أو غيرها من الصور الأخرى أو باستخدام أي من الوسائل.

وتعد هذه العقوبات رادعاً قوياً لصد مثل هذه اللا أخلاقيات التي يمارسها أصحاب النفوس اللئيمة الحاقدة على المجتمعات بأسرها والتي تهدف للعبث واللعب وتشتيت المجتمعات الإنسانية وزرع الحقد والغل فيما بينها ولبث العنصرية الدينية وغيرها.

علماً أن هناك عقوبات مغلظة وقد نص المرسوم بقانون على المعاقبة بالسجن مدة لا تقل عن عشر سنوات والغرامة التي لا تقل عن خمسمائة ألف درهم ولا تجاوز مليوني درهم إذا وقعت بعض الجرائم المنصوص عليها من موظف عام أثناء أو بسبب أو بمناسبة تأدية عمله أو شخص ذي صفة دينية أو مكلف بها أو وقع الفعل في إحدى دور العبادة.. كما يعاقب بالسجن المؤقت كل من استغل الدين في رمي أفراد أو جماعات بالكفر سواء بالقول أو بالكتابة أو باستخدام أي من الوسائل وتكون العقوبة الإعدام إذا اقترن بالرمي بالكفر تحريض على القتل فوقعت الجريمة نتيجة لذلك، وتعد هذه العقوبات رادعاً قوياً.

ألم يحن الوقت لتفتح العقول وتقبل الآخر في هذا العالم؟!.

Email