خير الإمارات للجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

في رسالة حالـة الاقتصاد التي أطلقها أخيراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدا واضحاً الهمّ العربي الذي يسيطر على فكر سموه والرغبة القوية بأن تنهض أمتنا العربية من كبوتها وتدخل مسار المستقبل كقوة اقتصادية وثقل سياسي ووزن حضاري، يستند إلى إرث خالد ويعتمد على كفاءات عالية ويبرر نهضته معطيات وافرة تزخر بها أمتنا.

سموه دعا أول ما دعا إلى تكامل خليجي لمواجهة التحديات الكبرى وتحقيق نهضة تنموية لاستقرار المنطقة، مؤكداً أن «مستقبل منطقتنا العربية مرهون بتحقيق نهضة تنموية واقتصادية كبرى، تقودها دول الخليج مجتمعة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء».

فكر منفتح يحمل إنجازاته على طبق من فضة ليسخرها لخدمة الأشقاء العرب، ويفتح الأبواب بشفافية عالية أمام الاقتناص من التجربة الإماراتية المبدعة، ويذلل الطريق ليسير الراغبون في التميز والحضور العالمي على هذا النهج الذي اختطته دولتنا، برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبحكومة حصيفة يحمل مشعلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

الأرقام التي زفها لنا سموه في حالة الاقتصاد تبعث على الفخر والسعادة والثقة في المستقبل بإذن الله تعالى؛ لأننا نثق بأنفسنا وبطاقاتنا، ونرى خطوات الغد ببصيرة الدارس لا بردّات الأفعال، وكما أكد سموه فإن دولة الإمارات استعدت باكراً للكثير من السيناريوهات الاقتصادية العالمية، وبنت الكثير من سياساتها الاقتصادية، لتكون مستعدة لمواكبة هذه المتغيرات كافة، حيث نوّعت الدولة اقتصادها بعيداً عن النفط، وبَنَت علاقات متوازنة مع كل القوى الاقتصادية العالمية، ورسّخت سياسة واضحة تقوم على الانفتاح.

هذا الهم العربي الحقيقي المنفتح لدى سموه هو أحوج ما تكون له أمتنا اليوم على مستوى القادة والشعوب؛ لأن مصيرنا واحد ومستقبلنا واحد، والخطر المحدق بأي شعب عربي هو خطر مهدد لجميع الشعوب العربية، أيقن بهذه الحقيقة من أيقن وتجاهلها من أحب تجاهلها.

والعلاقة الثابتة بين التنمية والأمن باتت مسلّمة تبرهن عليها حوادث اليوم والأمس وتنذر بها أخطار الغد ما لم تسارع شعوبنا وحكوماتنا العربية إلى سد الثغرات أمام تسلل الفتن، وما لم تضع على رأس أولوياتها مستقبل التنمية الحقيقي لشعوب المنطقة العربية قاطبة، فلا يعني النجاح القطري شيئاً ما لم يكن ضمن محيط آمن مستقر يسير على خطى التنمية.

هذه الحقيقة الراسخة الجريئة كانت لدى سموه واضحة جلية حين استعرض حالة الاقتصاد في دولة الإمارات، والقفزات الفلكية التي حقققتها منذ تولي سموه رئاسة الحكومة وحتى اليوم، فبعد أن قدم ثمرات غرسه الراسخ دعا الشعوب العربية ودول العالم إلى مائدة النجاح التي حققتها دولتنا بهاجس عربي نهله من القادة المؤسسين رحمهم الله، وهي الروح القومية الأصيلة التي وجدناها عند المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي قال يوماً: «إن دولتنا جزء من الأمة العربية يوحد بيننا الدين والتاريخ واللغة والآلام والآمال والمصير المشترك، ومن حق أمتكم عليكم أن تشاركوا آمالها وآلامها؛ فكل خير تنالونه لا تقصر قيادتكم في إسدائه إلى أبناء أمتكم، وكل شر تتعرض له هذه الأمة لا بد أن نسهم في دفعه بأموالنا ودماء شبابنا وسلاح جنودنا».

هذه هي فلسفتنا التي تربينا عليها ونفخر بها في دولة الإمارات؛ لأننا نفخر بانتمائنا العربي والإسلامي، ونعلم أن البقاء في المستقبل لن يكون إلا للراغبين في نهضة الجميع ومنح الخير للجميع، فزمن الرابح الأوحد ولّى، ولن يقوم مستقبل أمتنا إلا على مبدأ الفوز للجميع، فالمركب واحد ورأب الصدوع فيه مسؤولية العقلاء الأمناء على مستقبل الأجيال.

Email