أيادٍ مبتلة بالحبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل الحرب الدائرة في اليمن، كم من الأيادي تتلطخ بالدماء التي تنزف جراء هذه الحرب، فمع أزيز الرصاص ودوي الانفجارات يعلو صوت من تضرجت أياديهم بالدماء على من تبتل أيديهم بالحبر من أصحاب الأقلام الذين يدعون إلى العودة للشرعية والتوافقية وتحقيق العدالة الانتقالية، تلك التي تنشد السلم والاستقرار، محلياً وإقليمياً وعالمياً.

إن الحروب مهما طالت، لكن ما يحصل في معظمها، فإن ممثلي الأطراف المتحاربة يعودون للجلوس مع بعضهم للاتفاق على صيغة معينة للعيش المشترك أو على أن يذهب كل إلى حال سبيله، فالنخب المثقفة وأصحاب الرأي من الأطراف المختلفة تجتمع لبحث سبل الاتفاق.

كان حل بداية المتغيرات اليمنية قد جاء على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار كجهود إقليمية ومحلية، وتطور على أساس الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2216، الذي من بين بنوده حظر توريد الأسلحة حتى لا يتأجج القتال، خاصة أن بلادنا مشبعة بالسلاح، ويجب أن تتبدد الآمال بأن المدد بالسلاح الخارجي سيتواصل، فقد رأينا كيف حركت الولايات المتحدة قطعها البحرية وحاملة الطائرات إلى قبالة السواحل في خليج عدن والبحر الأحمر للتأكد من عدم وصول أي سفن تنقل السلاح إلى بلادنا والتأكد أن سفن المساعدات تخضع للتفتيش في جيبوتي من قبل الأمم المتحدة؟!

لقد أكدت الهيئات الإنسانية التابعة للمنظمات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها الأمم المتحدة عبر تقاريرها وتصريحات مسؤوليها، أن الحرب تسببت بالدمار الواسع وتدني خدمات الصحة والكهرباء، خاصة والبلاد تدخل موسم الصيف شديد الحرارة، والإضرار بالبنية التحتية والنقص الحاد بالغذاء والماء.

إن الإغاثة الإنسانية يجب أن تصل لمحتاجيها في أقرب الأجل، فأي بطء سيؤدي لخسارة الأرواح وتزيد معاناة الناس دون مبرر خاصة ودول الخليج بما فيها الإمارات تقدم المساعدات وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي قدمت للأمم المتحدة المبلغ الذي كانت تنوي جمعه من الأسرة الدولية بالكامل والمقدر بـ 274 مليون دولار (ما يعادل مليار ريال سعودي) وقدمت مليار ريال آخر لمركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية لمساعدة شعبنا، فإننا نتطلع لنجاح لجنة الإغاثة في حكومة الكفاءات على هذا الصعيد، وبالتأكيد إذا ما استطاعت الحكومة الشرعية إيجاد موطئ قدم لعملها على أرض الوطن لممارسة مسؤوليتها، ستجعل من تلك المنطقة منطلقاً لضمان إيصال مزيد من المساعدات لكل المناطق المحتاجة للمساعدة بشكل عادل ومنصف أكثر، خاصة وأن بعض المراقبين يرون أن الحرب لا سمح الله قد تطول، في ظل سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.

من المهم هنا الدعوة لعدم استهداف حملة أقلام الرأي وعدم التضييق على الإعلاميين لما لهم من دور بإيضاح الأزمة اليمنية، أملاً في إيجاد الحلول المناسبة لها.

إن البند التاسع عشر من ميثاق الأمم المتحدة يؤكد على حق حرية التعبير بما فيها للصحافيين، وعلى جميع الأطراف في النزاع، احترام هذا الحق وعلى المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية أن تذود دفاعاً عن هذه الحقوق.

Email