نهج وفكر قيادي

قصة نجاح ومسيرة تميز وإنجازات محلية وعالمية قادها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهذه النجاحات واضحة وضوح الشمس في كل ما نراه من حولنا من تطور ومنشآت وبنى تحتية، وكل ما نلمسه من خدمات وتسهيلات ومآثر يشهد لها الإعلام المحلي والدولي، وكل حديث نسمعه من كل إماراتي أو خليجي أو عربي أو أجنبي.

تحققت هذه الإنجازات برغم الصعاب والتحديات المتمثلة في شح الموارد والأزمات الاقتصادية وانعدام الاستقرار في المنطقة من حولنا، فقد حبانا الله بقيادة فذة تمكنت من تحدي كل الصعاب واستنهاض الهمم لمسابقة الركب والتنافس على المركز الأول.

كل الإنجازات التي حققها سموه، نجد خلفها فكراً قيادياً ناجحاً، كان بمنزلة الأساس المتين للبناء والتعمير الذي نشهده اليوم، وهذا الفكر كان هو النهج الذي مهد الطريق لما تحقق، وجعل ما يحلم به الكثيرون حقيقةً واقعة نعيشها في دولتنا الحبيبة، وقد حرص سموه على توثيق فكر القيادة وإيصاله إلى كل المواطنين، إذ لم يغب عنه برغم مسؤولياته الكبيرة أهمية نقل المعرفة ومشاركة الفكر والخبرة، فقد وضع على الدوام نصب عينيه أهمية بناء الإنسان والارتقاء به، حتى يكون هناك استمرارية لمنجزات اليوم في المستقبل، ولاستكمال مسيرة التفوق والنجاح، وضمان حشد الجهود لتحقيق الرؤية المشتركة.

نجد لصاحب السمو جهوداً مستمرة يسعى من خلالها لأن ينقل هذا الفكر ويوثقه ويؤصل له، من بينها المحاضرات التي قدمها سموه، ومنها ندوة «مقومات القيادة» التي ألقاها على عدد من المسؤولين الحكوميين في عام 1999، إضافة إلى وضعه عدداً من المؤلفات، منها كتاب «رؤيتي» الذي تمحور حول الفكر والرؤية المستقبلية والإرادة والإصرار وكتاب «ومضات من فكر» الذي ركز على التحفيز والإرشاد وشحن الطاقة الإيجابية لجميع المواطنين وموظفي الحكومة.

من خلال هذه المساهمات، أضاف سموه لفكر القيادة الشيء الكثير، فنادى بتوسيع مفهوم القيادة، بحيث يشمل جميع من لديه طموح وإرادة للتغيير في نفسه ونفع مجتمعه، وعزز من مفهوم الطاقة الإيجابية التي من شأنها تحفيز الفرد والمجتمع بأسره للمضي قدماً في مسيرة التطور والنمو، وشجع سموه على الارتقاء بمستوى الطموحات والمنافسة العالمية واستهداف «الرقم واحد» دائماً، ولا أبرز دلالة على هذا التوجه وعمله على رفع الهمم لتصل إلى عنان السماء من إطلاقه مشروع أول مسبار فضائي عربي إلى المريخ.

هذا الفكر لا يعرف المستحيل ويعشق التحديات ليواجهها ويتغلب عليها، ويهوى التغيير والمخاطرة، ويتخذ من الإبداع والابتكار سلاحاً يواجه فيه متغيرات العصر.

بهذا الفكر وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، وبه نستمر نحو الغد المشرق، ليكون نهجنا الذي نمضي عليه ومنهاجنا الذي نعد به قيادات المستقبل.

الأكثر مشاركة