الأكثر عزماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سمات الشخصيات العربية والعالمية ما يمكن أن يقال بكلمات كثيرة أو قليلة، وكل الشخصيات التي حفرت مكانة لها ولبلادها تحت الشمس، لم تنل هذه المكانة، لمجرد أنها مصادفة، أو لأنها صناعة الصورة وحسب.

الشخصيات التي تركت أثراً في مجال من المجالات كانت بحق ذات أثر، وعند العرب فإن الشخصيات تتم صناعة صورتها الانطباعية بطريقة من طريقتين، الأولى الإفراط في الدعاية والترويج والتضخيم، حتى يكتشف الناس العكس، ولدينا من الأدلة الكثير في هذا الصدد، والثانية أن يكون هناك إنجاز حقيقي يتحدث عن ذاته، وليس بحاجة إلى من يقدمه أو يحمله، أو يقنع الآخرين به، والذين تنطبق عليهم هذه الطريقة ندرة في العالم العربي.

من أندر الشخصيات العربية وذات العالمية أيضاً التي بَنَت اسمها ومكانتها ووجودها على أساس عميق وقوي مرتبط بالإنجاز، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهي شخصية لا تحتاج أساساً إلى مديح أو مجاملات، فيكفي من يزور دولة الإمارات العربية المتحدة أن ينطق لسانه بحال المكان، ويصل إلى الاستخلاصات ذاتها التي تتدفق بشكل طبيعي، وليس عنوة، عن شخصية مهمة، كان لها الأثر الكبير في هذه الصورة البهية في الدولة، ولعل الفرادة في الصورة ترتبط فعلياً بقدرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على مواصلتها والإصرار عليها، في عز تقلبات الإقليم والعالم.

إن كان هناك من لقب وجائزة ومسمى حول الأكثر عزماً، فهو لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لأن الإصرار على الاستمرار، وعدم التوقف عند الهواجس والعراقيل، ونزع ثقافة التشاؤم والحذر، والتخطيط المنطقي، والانفتاح على العالم، ممارسات تؤكد أن صاحب السمو الشيخ محمد يعرف أن الفرق بين المستقبل والماضي يكمن في اعتناق فكرة الإصرار فقط، أو بشكل أدق العزم وإدامته.

إذا حاولنا ترجمة لقب »الأكثر عزماً« كواقع وسمة وحقيقة، فإن هذه الترجمة ستقول لنا بصراحة لماذا لا تتراجع الدولة، ولماذا لا يتراجع صاحب السمو الشيخ محمد أمام أي ظروف أو مصاعب، بل على العكس، يمكن لكل مستبصر أن يلحظ أن أهم الإنجازات والمشاريع الجديدة، على كل المستويات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، يتم الإعلان عنها دوماً بعد أزمات تهدد الإقليم أو الدنيا، والرسالة واضحة.

العزم بحد ذاته مهنة، لا يدرك سرها إلا ندرة، وكثرة تحاول تقليد العزم عبر شعار أو ادعاء أو منجز مشابه، ويظنون أن في هذا النسخ والاستنساخ إنجازاً، وهذا بحد ذاته وهم، لأن الإنجاز الأساس يتعلق بالرؤية وإدامة الإصرار، ومعرفة كيمياء العزم، وفي هذه الكيمياء سر نجاة أيضاً، لأنها تقول لنا متى يكون العزم تحليقاً؟!

إن سألني أحدهم عما أرى في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فالجواب أننا نرى فيه سمات كثيرة، لكنه بحق »الأكثر عزماً« في شرق المتوسط وفي هذا الإقليم، وبين شخصيات العالم »الأكثر عزماً« أيضاً، خصوصاً في ظل ندرتهم الإنسانية في هذا الزمن.

Email