الرجل الآلي.. هل سيحل محل الإنسان؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة، محط أنظار العالم لما هو جديد ويطرأ على أرض دولتنا الفتية في مختلف المجالات.

وبوجود الرؤية الثاقبة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، تعمل جميع الوزارات الاتحادية والدوائر المحلية بكل طاقاتها القصوى في تحقيق الهدف الذي وضعه سموه في أن نكون الرقم واحد على مستوى العالم.

ونرى الآن، وبتوفيق من الله تعالى أولاً، ثم بجهود جميع المواطنين والمقيمين، العديد من الإنجازات التي تحققت في عمر دولتنا. وأصبح التحدي القادم الذي وضع الآن بعد إنجاز العديد من الدوائر، مشروع التحول الذكي، ألا وهو إنشاء الرجل الآلي الذي سيخدم البشرية.

الروبوت أو الرجل الآلي هو آلة قادرة على القيام بأعمال المبرمجة سلفاً، إما بإيعاز وسيطرة مباشرة من الإنسان، أو بإيعاز من برامج حاسوبية. غالباً ما تكون الأعمال التي تبرمج على أدائها أعمالاً شاقة أو خطيرة أو دقيقة، مثل البحث عن الألغام والتخلص من النفايات المشعة، أو أعمالاً صناعية دقيقة أو شاقة.

ها نحن الآن في عام 2015، وأصبحنا نرى العديد من الاختراعات أصبحت واقعية، وعرضت أيضاً في مؤتمر القمة الحكومية مؤخراً في دبي، وشاهدنا قيام سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يسلم على الرجل الآلي، وقيام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم يقوم بتلبية طلب الرجل الآلي اسيمو من شركة هوندا، والذي طلب منه أن يلعب معه.

هناك العديد من الاختراعات الخاصة بالموضوع طبقت بعدة وسائل، منها تطبيق الطائرة من دون طيار، وأصبحت دولة الإمارات تنافس العالم بصناعة يونايتد 40 من نوع «بلوك 5» من شركة «أدكوم سيستم»،وهناك أيضاً أنواع من الأجهزة مخصصة للقيام بالأعمال المنزلية، وتعليم الأطفال ولعب الشطرنج.

وهذا النوع من يطلق عليها الرجل الآلي المجتمعي Social Robot،وتوجد آلات أيضاً تستخدم في مجالات صناعية عديدة دون تدخل الإنسان، من ضمنها صناعة السيارات والمستشفيات لإجراء العمليات الدقيقة، مثلاً، ما قام بطرحه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة في القمة الحكومية، عن استيراد أول روبوت من نوعه في العالم من أميركا لجراحات قسطرة القلب، وهو الروبوت رقم 21 الذي يتم تصنيعه، فيما هناك 20 روبوتاً مماثلاً موجوداً في الولايات المتحدة فقط.

يحتوي الرجل الآلي على العديد من الأجهزة الرقيقة والذكية، من ضمنها الاستشعار لتحسس المؤثرات الخارجية، من ضمنها الحرارة والرؤية، كما يتضمن بعضها أجهزة الاتصال اللاسلكي، ليتم التحكم بها عن بعد أو التواصل مع المتعاملين عبر الصورة والصوت.

وتعمل الأجهزة إما بالبطارية أو من خلال الخلايا الشمسية، أو توصيلها مباشرة بالتيار الكهربائي. لقد أصبحت هذه الآلة الآن في متناول الجميع، فبإمكانك شراء الجهاز الآلي..

والذي يقوم بتنظيف أرضية المنازل من الغبار وقص الأعشاب. فهل سنقوم بالاستغناء عن الفئات المساعدة في المستقبل؟ بعد إطلاق جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي، وضعت هدفاً الآن في أن نقوم بإيجاد واختراع رجل آلي ذكي يخدم رجال الأمن والمجتمع.

أصبحت أفكر بشكل يومي بالمشروع، وأقوم بقراءة العديد من البحوث والنشرات حيال الموضوع. وفي الإجازة الأسبوعية، وأثناء قيامي أنا وزميلي بتمضية بعض الوقت في دبي مول، مررنا على محل الألعاب المشهور، وإذا بي أرى العديد من الألعاب الذكية. لم أصدق نفسي لما وصلت إليه البشرية من اختراعات عظمى تخدم جميع الفئات حتى الأطفال.

نظرت في وجه زميلي وقلت له، هل ستغزو هذه الأجهزة حياتنا يوماً وتقوم بخدمة العالم، وسيكون الإنسان فقط جالساً وخاملاً في منزله؟ وهل سيحل الرجل الآلي القادم محل الموظفين، ويتم الاستغناء عنهم وتحل البطالة في المجتمع؟

الرجل الآلي لن يكون بمقدوره توفير كل متطلبات الحياة، لأن الإنسان لديه العديد من المميزات التي أوجد بها الخالق سبحانه من ضمنها العاطفة والتفكير في كل حالة على حدة، ولن يكون باستطاعته حل مشاكل الإنسانية.

 

Email