موازنة 2015.. أبناء الوطن أولاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرة جديدة تثبت دبي أنها أكبر من الأزمات وأثبت أمام أوهام التقلبات وأنجح في قراءة الحاضر بعيون المستقبل دون خوف من التحديات مادامت تثق بنفسها وبمخزونها البشري واستثمارها الإنساني أولاً وأخيراً..

هذه المعطيات أعلنت عنها بجلاء أرقام موازنة حكومة دبي للعام 2015 التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي بلغت 41 مليار درهم بزيادة بنسبة 9% عن العام الماضي ومن دون عجز..

الموازنة الطموحة جاءت وكما أرادها سموه تنحو طريق سياسة مالية حكيمة تكون في معطياتها ومدلولاتها رافداً قوياً وثابتاً لعملية النمو الاقتصادي لرفع كفاءة الأجهزة الحكومية، وتقديم أفضل الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، والاستمرار في تعزيز البنية التحتية لتكون الأفضل على مستوى العالم، للحفاظ على المكانة الأثيرة التي حازتها الإمارة إقليمياً ودولياً.

وعلى الطرف الآخر؛ يقبل المواطنون على قراءة الميزانية الجديدة بعيون التقدير والثقة الكبرى والفرح الكبير لأنها تحمل لهم أولاً أكثر من ألفين و500 وظيفة بزيادة قدرها ألف وظيفة عن موازنة العام الماضي وهي رسالة واضحة تؤكد متانة الثقة بالعنصر البشري الإماراتي، وفتح المزيد من الأبواب لاستقطاب الكفاءات وشغل الوظائف التي يحتاجها الوطن في القطاع الحكومي، وترسيخ مبادئ العمل للوطن بأيدي أبنائه.

قوة وانطلاقة اقتصادية كبيرة لفتت أنظار العالم ولا تزال تحدث فيه من الدهشة ما لا يستطيع ترجمته إلا بإخلاص القائمين على إدارة شؤونه وهو التقييم الحق بلا أدنى شك، وفي نفس الوقت يتزامن مع هذه القوة الاقتصادية والاستثمارية المفتوحة الأبواب ثقة بلا حدود بكفاءات أبناء الوطن.

وحرص متواصل على احتضان جهودهم في الإعمار والبناء والنهضة والعطاء، لتشكل من هذين المبدأين توازناً اجتماعيا نهضويا يرى معطيات الواقع فيتقن قراءتها، ويعلم زاد المستقبل في حسن استثماره ويثق في الارتكاز عليه.

الثقة في الإنسان أبرز القراءات في مدلولات الموازنة، فتخصيص النسبة الأعظم من الميزانية وهي 37 بالمئة للرواتب وفرص التوظيف ثم تليها الصحة والتعليم والإسكان وتنمية المجتمع بنسبة 35 بالمئة، ثم 22 بالمئة تم تخصيصها للأمن والعدل والسلامة إشارات واضحة على ذلك.

ولاشك كما يقول أهل الاختصاص فإن اعتماد الميزانية دون عجز في ظل الظروف والتحديات السياسية والاقتصادية المتسارعة على الصعيدين الإقليمي والعالمي يعد إنجازاً يمنح المزيد من الثقة في الاقتصاد المحلي، بل إن الأمر تجاوز ذلك حيث لم تكتف الحكومة بإعداد ميزانية بلا عجز بل خططت لميزانية توسعية بزيادة 9% وهي الأكبر منذ سنوات.

رؤية واضحة لدى سموه منذ البداية ترنو إلى المستقبل دون وجل،وتسابق الزمن دون تردد، وتقول للعالم: إذا كان بعض الدول تغوص في مرارات الواقع وتبحث عن مخارج آمنة لعثراتها وتقلبات شؤونها، واضطراب أبسط مقومات الحياة فيها المتمثلة بالأمن والاستقرار، فإننا، بفضل الله تعالى وحده، نقتحم المستقبل بعزيمة الكبار، وهمم المتواضعين.

ونقدم للعالم نموذجاً متوازناً لا يقدر عليه إلا أصحاب الهمم العالية، وكما قال يوماً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فإن «أصحاب الهمم العالية هم من يسطّرون المجد والفخار لدولتنا التي باتت تنافس وبجدارة على المركز الأول عالمياً».

 

Email