عندما تكون السعرات جذلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

السعرة الحرارية هي وحدة لقياس قوة الغذاء، وتقاس بالطاقة اللازمة لحرق الغذاء في الجسم، ويستهلك الجسم السعرات المأخوذة من الطعام في القيام بجميع نشاطه الحيوي مثل التنفس والهضم ونشاطات القلب والكبد وكذلك نشاطه البدني كالمشي والجري وغيره.

ويحتاج الإنسان لكمية محددة من السعرات الحرارية يوميا، وتزداد حسب نشاط الشخص وحجم جسده والعمر، وتختلف الأغذية في مقدار الطاقة التي تولدها على ما تحتويه من العناصر الأساسية في الغذاء كالكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفواكه، فيحتوي ثمار التفاح مثلا على 65 وحدة حرارية ..

بينما يحتوي الموز على 100 سعرة حرارية، وتحتوي شريحة السمك على حوالي 150 سعرة حرارية بينما تحتوي شريحة من اللحم على 400 سعرة حرارية وشريحة الكعك على 250 وحدة حرارية، وتحتوي ملعقة من الزيت على حوالي 50 وحدة حرارية.

كما يجب أن يكون هناك توازن بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية اللازمة للحرق وذلك للحفاظ على الوزن والصحة، حيث إن الجسم يخزن السعرات الحرارية الزائدة عن حاجته على هيئة شحوم، وقد يتبع البعض حمية غذائية عن طريق برنامج يعتمد على كمية السعرات الحرارية الموجودة في الأصناف الغذائية المختلفة..

حيث بالإمكان الحفاظ على الوزن والصحة وفق اختيار نوعية الغذاء حسب السعرات الحرارية اللازمة، أو إيجاد خطة مدروسة للخيارات اليومية مبنية على السعرات الحرارية لأصناف الطعام المختلفة. وعلى نفس السياق، بإمكاننا وضع سعرات جذلية للنشاطات اليومية، السعرات الجذلية هنا وحدة قياسية لدرجة الرضى النفسي لمزاولة نشاط ما..

فمثلا عند مزاولة النشاطات اليومية أو ممارسة الأعمال المهنية أو التمارين الرياضية أوالنشاطات الترفيهية والثقافية وغيرها، فخلال كل نشاط تنبعث درجة معينة من الراحة أو الرضى النفسي تعرف هنا الوحدات أو السعرات الجذلية.

وقد يختلف الأفراد على مدى ارتياحهم لنشاط معين، إلا أنه بالإمكان عمل أبحاث ودراسات لقياس السعرات الجذلية بعدة وسائل، منها الاستطلاع الميداني على مجموعة من الأفراد لمدى الرضى أو الانشراح النفسي لعدة نشاطات مع وضع ضوابط معينة، ثم إيجاد المتوسط الحسابي للسعرات الجذلية لكل نشاط على حدة..

كما يمكن استخدام وسائل علمية أو تقنية يعتمد على معايير ومؤشرات معينة كدقات القلب وضغط الدم وغيرها. فقد يمارس الفرد مجموعة من النشاطات اليومية، وقد يختلف مقدار وحدات السعرات الجذلية من نشاط لآخر، فقد ينبثق من كل نشاط مقدار محدد من السعرات الجذلية..

ويمكن تصنيف السعرات الجذلية حسب النشاطات المنجزة فمنها الوظيفية والترفيهية والاجتماعية والتثقيفية والرياضية وغيرها، فمثلا لنشاط قراءة رواية سعرات جذلية ثقافية معينة، وكما أن للقضاء مع صحبة جيدة سعرات جذلية اجتماعية.

ومن الضروري وجود مستشارين مختصين للتوصيات اللازمة وقاعدة بيانات وكتيبات وجداول تتضمن قائمة من النشاطات المختلفة مع السعرات الجذلية الخاصة بها، وذلك للاسترشاد والاستعانة في رسم أو إعادة النظر لبرامج النشاطات اليومية والخطط المستقبلية لتكون أكثر دقة ومنفعة للاحتياجات النفسية والروحية، وأكثر وضوحا لأخذ القرارات الهامة في المسارات والخيارات المتاحة بشتى ميادين الحياة، منها الاقصادية والصحية والترفيهية وغيرها..

فقد يؤثر البعض التنزه قرب أنغام البحر على المكوث بين حوائط فاخرة، أو يعيد تشكيل خطط برامج المناسبات الباهظة على برامج أخرى أقل تكلفة وأكثر متعا وابتهاجا، أو قد يرفق التخطيط تغيير منهج الطمع والجشع لدى الكثيرين واتخاذ أساليب أكثر استقرارا واتزانا وأقل لهثا وراء حياة مكتظة بضجيج المركبات وعجيج المبتكرات.

 

Email