سعادة يومية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قفزات عبقرية إبداعية تلك التي يحملها للعالم كل حين، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فالخدمات الحكومية تسابق الزمن للوصول إلى رضى المتعاملين، والرضى يتضاعف حتى يغدو مرحلة، ومن ورائها تحقيق سعادة المتعاملين، وهي حالة تقتضي استمتاع المتعامل بسعيه في إنجاز أي معاملة حكومية، لا أن تكون المعاملة هماً بالليل وعذاباً بالنهار.

سعادة ورضى أبناء الوطن والمقيمين والزائرين، هي جوهر العمل الحكومي، الذي يراه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لأنه يعلم علم اليقين أن مفاتيح الإبداع في المستقبل هي بذل أقصى درجات الجهد في الحاضر، وهي تستلزم الإخلاص في العمل، والحفاظ على التميز، والجودة في الأداء من الجميع.

»إسعاد الناس مهمة لا تحتمل التأجيل«، هذه فلسفة سموه في النظر إلى حاجات الناس، فالمسألة لا يمكن تأجيل النظر فيها كل عام أو نصف عام أو كل ثلاثة أشهر، بل لا بد من رصدها بشكل يومي، لأنها مرتبطة بحاجات الناس اليومية، كما أنها تتوخى تحقيق الرضى والسعادة حتى لمن زار دبي ليوم واحد. ما الذي تريد أن تقوله دبي للعالم؟ وما الرسالة التي تحملها مثل هذه المبادرة الإنسانية الفذة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله؟ إنها رسالة بسيطة وعميقة، تقول للعالم أجمع، إن الحكومة الناجحة هي تلك التي تكون خادمة أمينة لشعبها، تتلمس رضاه وسعادته، لا أن تستجدي الشعوب رضى الحكومات وسعادتها، وتسير أمام الشعوب مذللة لها الطريق، لا أن تنتظر العقبات فتحاول تجاوزها. إن الحكومة المخلصة الأمينة تنظر للشعب، ولمن يطرق بابها لخدمة أو معاملة، على أنه ابن لها وليس خصماً، وجزء منها لا عدو لها.

ثم إنها تقول للعالم، إن العمل الحكومي الرشيد لا يقف عند حدود إنجاز المعاملات بأي شكل من الأشكال، بل يتعداه ببراعة إلى جعل التجربة الحكومية نزهة يومية، يعود منها المتعامل سعيداً لأنها حققت مراده وحفظت وقته، وصانت كرامته وعزة نفسه، ومنحته فرصة مميزة راضية وسعيدة عن أداء الحكومة.

ورسالة ثالثة تضمنها مؤشر السعادة اليومي، وهي أن الحكومة لا تخشى تقييم أدائها والرقابة عليه، لأنها تعمل من أجل راحة الناس، بل إنها من خلال مؤشر السعادة هذا تفتح الأبواب أمام الجمهور ليقول رأيه في الحكومة في كل لحظة، وعلى كل جزئية من جزئيات العمل المؤسسي الحكومي، فجمهور المتعاملين رقيب يومي على حركة العمل الحكومي، يرفع تقريره إلى أصحاب القرار ليضعوا التصور الحقيقي حول حجم الخدمات وجودتها ونجاعتها، وهذا أرقى درجات الرقابة الشعبية على الأداء الحكومي.

في دبي لم يعد كافياً حجم المعاملات التي تم إنجازها والزمن الذي أنجزت فيه فقط، بل أصبح أكثر أهمية كيفية إنجاز هذه المعاملات، وهل حققت رضى المتعامل وسعادته عند خوضه تجربة من تجارب الخدمات الحكومية.

ما أراده سموه من وراء هذا المؤشر الإبداعي الفريد عالمياً، هو أن تسود الشفافية في مفاصل التعاملات بين الدوائر المحلية والحكومية، وأن يقف جميع المسؤولين أمام منصة المحاسبة المباشرة اليومية، ليس من خلال تقارير عابرة، وإنما من خلال استشراف درجة الرضى في قلوب المتعاملين، وبشكل مباشر.

قيادة تضع رضى وسعادة شعبها في مقدمة أولوياتها، تستحق المزيد من الولاء والدعوات بالنجاح، والمزيد من التميز والصدارة العالمية.

Email