أم الإمارات.. بصمات الحاضر والمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكريم صادف أهله بلا شك، ذاك الذي قدمته مجلة فوربس الشرق الأوسط لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك »أم الإمارات«، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بوصفها شخصية العام للمرأة القيادية في العالم العربي للعام 2014، تقديراً لجهود سموها العظيمة في تعزيز مكانة المرأة ومساندة حضورها في المجتمع محلياً وعربياً ودولياً.

تكريم لسموها يمتد شذاه لسائر فتيات الإمارات عموماً، لأنهن يعرفن الفضل لأهله بعد أن أسهمت جهود »أم الإمارات« في صناعة حاضر المرأة الإماراتية الناجحة، وأبدعت سموها في صياغة مستقبل بنات الإمارات ليكنّ نماذج إنسانية عالمية، تقدم صورة ناصعة لمعنى النجاح النسائي والريادة والقيادة، ضمن الحفاظ الدقيق على ثوابت القيم والتقاليد والإرث الأصيل.

تكريم وافق من تستحقه بالنظر إلى الكم الهائل من الإنجازات التي أحدثتها محلياً وعربياً، في شتى ميادين العمل الاجتماعي، بدءاً من التعليم الذي كان أبرز ميادين التميز والإبداع لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والقفزة التاريخية التي أحدثتها عبر فتح أبواب طلب العلم أمام الفتاة الإماراتية وتشجيع الأسر على إلحاق بناتهم بمسالك التعليم، إيماناً من سموها بأن العلم مفتاح كل نجاح وقاطرة الدخول إلى المستقبل ودعم التنمية الوطنية.

ولا أدل على ذلك من بلوغ نسبة الطالبات المواطنات في مؤسسات التعليم العالي في الدولة أكثر من 70%، وتزايد أعداد الخريجات بشهادات عليا، وحضور المرأة في الوزارات الاتحادية والدوائر المحلية، ودخولهن أروقة المجلس الوطني عضوات فاعلات ناشطات في رسم خارطة العمل الحكومي، وتقديم صورة حضارية عن الدولة، ثم مروراً بسائر أبواب التنمية المجتمعية، والعمل التطوعي، والنهضة النسائية، ورعاية الأسرة، وتشجيع الإبداع والابتكار والإنجاز.

ولخصت سموها فلسفتها في دعم التعليم بقولها: »التعليم هو النافذة التي تطل منها المرأة على حضارة الأمم، وهو وسيلتنا لمواكبة مسيرة التطور والتقدم واستمرار النهوض بمجتمعنا«.

بصمات إبداعية تركتها ولا تزال سموها في بناء الإنسان داخل الدولة وخارجها عربياً وعالمياً، حين أطلقت مقولتها الشهيرة »إن الأمية عدونا الأول« ليقينها بأن الأجيال الأمية هي تراكم للفشل والإخفاق الحضاري، والجهل الذي يعد مفتاحاً لجميع الشرور الإنسانية والتطرف الاجتماعي.

ثم جهودها الكريمة في الرعاية الصحية ذات الجودة العالية للأمهات والأطفال، التي تنظر إليها سموها بوصفها من أولى الأولويات، وهو ما انعكس على المعدلات المنخفضة لوفيات الرضع والأطفال، التي تعتبر بين أفضل المعدلات في العالم.

وما يذهل في مسيرة أم الإمارات، أنها بدأت مع المرأة الإماراتية من الصفر، ونهضت بها في عقود قليلة إلى مصاف العالمية، إنجازاً وإبداعاً وعملاً وحضوراً.. وفوق ذلك ترى أن طريق التميز لا يزال يحمل الكثير من المفاجآت للوطن والعالم، وهي التي قالت يوماً: »إن خطوات المرأة العاملة في بلادنا سريعة وواثقة وذلك بكل المقاييس والمعايير، ومن المؤكد أنها حققت الكثير من الطموحات والآمال، ولكن ليس كل الطموحات ولا كل الآمال، فما زالت أمامها مواقع كثيرة لم تطرق بابها، وما يهمني حقاً هو طموحي الأكبر لأن تلبي المرأة العاملة احتياجات المجتمع من عملها«.

يشرفنا جميعاً، وأخص فتيات الإمارات، تلك الثقة العالية التي وضعتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك فينا، لأنها ثقة الرمز القيادي الواثق من مقدرات أبناء وبنات الوطن، ونحن أمام هذه الثقة لا نملك إلا المزيد من تحقيق الطموحات وترجمة هذه الثقة واقعاً من النجاح.. نبارك لنا ولأم الإمارات اختيارها العالمي كرمز قيادي، ونعاهدها على المزيد من العطاء والولاء للوطن.

Email