عشر وثمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

للتميز عقد ثاني

صار له عشر وثماني

صاغه اللي ذاع صيته

في إمارات الزماني

أعني محمد ولا له

يا عرب في الناس ثاني

فارس العرب المفدى

الحكيم المرحباني

نحن الأول في الزماني

ونبقى الأول في الرهاني

قد أصاب قلب الهدف ذاك السهم الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ولكنه سهم خيرٍ لقائد فذ انتضاه من كنانته المليئة بسهام الحكمة والخير فمضى السهم في سبيل هدفه غير مكتف بأن يستقر فيه، بل ليحمله ويمضي به متوجها في سماء دبي صاعدا للأعلى شعلة مضيئة تهدي من يهتدي بها، ليصبح التميز في فكر امارة دبي هدفا متحركا لا يتوقف أبدا. ذلك هو الفرق بين قائد يعمل لأجل هدفه وقائد ينمي الهدف ويكبره لأجل شعبه. انه الفرق بين الثبات والمضي قدما، الفرق بين الهمة التي تتعب من أجل القمة وبين الهمة التي تتعب من أجلها القمم.

يخطو برنامج دبي خطواته الأولى في عامه الثامن عشر، كان ذلك حدثاً استثنائياً عندما أمر صاحب السمو في هذا الشهر من عام 1997 بتأسيس برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز ليكون أول برنامج للتميز الحكومي في العالم، وليحدث هذا البرنامج نقلة نوعية غير مسبوقة في أداء ونتائج وثقافة وأساليب وأنظمة وخدمات القطاع الحكومي بدبي، نقلة يشهد بها القاصي والداني، يشهد لها كل من زار الإمارات وكل من عاش على ترابها الطيب الطهور وكل من قرأ أو عرف عنها، نتائج تؤيدها أرقام التقارير العالمية في مجال التنافسية ورفاهية العيش والسعادة والكفاءة الحكومية وغيرها من التقارير والمؤشرات العالمية المبنية على دراسات وأرقام حقيقية التي لا تحابي أحداً.

إنها سُنة حسنة ومنهج حياة وأسلوب عمل وطريقة تفكير استنها واختطها قائد التميز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – رعاه الله – لأبناء وطنه ولجنوده المخلصين العاملين في القطاع الحكومي الاتحادي والمحلي. كانت البدايات بسيطة ولكنها متحدية وواعدة، فئات بسيطة ومعايير سهلة وتقييم مبتدئ، كان نهجاً جديداً وفكراً جديداً وروحاً جديدة ومنافسة إيجابية غير مسبوقة.

لقد أطلق القائد الملهم شرارة التميز عندما وقف على المسرح في حفل البرنامج الأول، هناك في بيت الشيخ سعيد بن مكتوم طيب الله ثراه ليعلن نتائج جميع الدوائر الحكومية، مشيراً بشكلٍ خاصٍ إلى المراكز الثلاثة الأولى والثلاثة الأخيرة مؤكداً للجميع التزامه الشخصي بنهج التميز وترسيخ مفاهيمه وتلبية متطلباته موضحاً لهم أنه لا خاسر في التميز وأن هناك فرصة لمن يود الالتحاق بالركب ورفد مسيرة التميز والإبداع والجودة.

البدايات البسيطة الواعدة حققت نتائج متفردة أصبحت محل احترام وتقدير الدنيا، لقد وصلت نتيجة رضا المتعاملين عن حكومة دبي وخدماتها في العام الماضي 91% بعد أن كانت 64% في العام 1999، وأصبحت الدوائر الحكومية بيوت خبرة متخصصة في مجالات عملها وأصبح تحقيق رضا المتعاملين، بل إسعادهم هدفاً تسعى إليه دوائرنا الحكومية.

ولا عجب في ذلك، فقد كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أول من تحدث عن دور الحكومة في إسعاد الناس، وها هو البرنامج كاستجابة واعية منه لهذه الرؤية الملهمة قد بادر إلى زرع متطلبات إسعاد الناس في معايير برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وها هي دوائر حكومة دبي تتسابق لإسعاد الناس في خدماتها ومبادراتها المتفردة.

لقد ساهم البرنامج في توفير بيئة عمل حكومية منافسة ومحفزة تشجع روح الإبداع والمبادرة والخدمة المخلصة لكل موظفي الحكومة وفرق العمل فيها، لم تعد حكومة دبي حكومة تقليدية تكبلها البيروقراطية والروتين واللوائح والأنظمة الجامدة التي تعوق التطوير المستمر والتحسين المنتظم، وقد ساهمت مبادرة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الحكومي «إبداع» في ترسيخ بيئة الإبداع الحكومي وثقافة الريادة من خلال تكريم القادة والموظفين الأكثر إبداعاً في الحكومة وتحديد معايير ومتطلبات عالمية للإبداع في المؤسسات الحكومية.

إنها قصة نجاح حقيقية أرست نهجاً وثقافة وممارسات مهنية متميزة، وهو نهج مستمر ومتعاظم بعون الله ديدننا في ذلك مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «في سباق التميز ليس هناك خط محدد للنهاية». ان قصة النجاح هذه ليست قصة نهاية النجاح بل قصة بدايته، انها فصل واحد من فصول تميز فكر محمد بن راشد، ولهذه القصة تتمة وفصول حتما ستكون اشد اثارة وأكثر بهاء.

اننا سائرون على خطى التميز مسترشدين بهدي القيادة وحسن نواياها التي تصب في مصلحة شعبها وجميع الفئات المعنية. فقد زرع الشيخ محمد بن راشد شجرة التميز وحرص على أن يسقيها بيديه الكريمتين الى أن أصبحت كنخلة من نخيل الامارات ترتفع باسقة في سماء البلاد وتعطي أطيب الثمر، تضرب جذورها في أعماق الارض لتقف شامخة منتصبة قائلة لكل من حولها، اليوم أصبح عمري ثمانية عشر عاما.

 

Email