ضربات الحظ في إنجازات الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

من البشر من ينتظر ضربة الحظ التي ستحقق له كل أحلامه وأمانيه، يرى الناس من حوله متفوقين ومنجزين ويعزو ذلك إلى أن الحظوظ حالفتهم.

الأشخاص الضعفاء يعيشون حياتهم مقيدين مصيرهم بالظروف وما ستؤول إليه أقدارهم، دون العمل على تغيير أي شيء من هذه الأحوال. يعيشون في حالة خمول وكسل مستمرين، هم عالة على الإنسانية! الحظ له حدود معينة، فهو يعمل على اختصار المسافات ولكنه لا يضمن الاستمرار في التميز.

العقلاء منا يعلمون أن العمل المضني والتسلح بالعلم والعمل والتشبع بروح الكفاح والمجهود، هي الحل لتقريبنا من أهدافنا. الحظ كما يعرفه المفكرون، هو التقاء الفرص بالجاهزية. فكلما كانت تحضيراتك كاملة، كلما اقتنصت هذه الفرص وقمت باستغلالها لصالحك.

أما من يشتكون من سوء الطالع، فهم من يغرقون في البؤس والكسل فلا يلحظون مرور هذه الفرص أمامهم، فيقعون في دائرة المشتكين ويندبون الحظ التعيس! الإنجاز والتميز ليسا حصيلة الصدفة، فمن بين ملايين البشر، فإن من يذكرهم التاريخ بإيجابية قلة.

والقلة هؤلاء أصحاب همم عالية وطموح كبير. هؤلاء النوادر من البشر كان لهم التأثير الأكبر على كوكبنا، وخلفوا وراءهم بصمات يقف لها التاريخ احتراما وإجلالاً، لأنهم تميزوا وقاموا بنقلة نوعية أفضل، سواء في أسرهم أو مجتمعاتهم أو العالم بأسره.

يختلف هؤلاء المتميزون، فمنهم الأنبياء والرسل وأعظمهم لا محالة كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان له أكبر الأثر على البشرية جمعاء. ومنهم قادة الدول الذين عملوا على تحسين أوطانهم وإصلاح شؤونها، رغم سوء الظروف وكثرة العراقيل.

ولكنهم عملوا بجهد واستمروا في العطاء وصنعوا المستحيل، كالوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان ،رحمه الله، ومنهم المفكرون والمخترعون ورواد المعرفة، الذين سخروا علومهم في صالح البشرية، وغيرهم من البشر الذين برعوا في مجالات عدة، وكل هذه العقول لم تأت من فراغ أو بمحض الصدفة.

القادة الاستثنائيون هم من لديهم رؤية واضحة واستراتيجية قوية وخطة تنفيذ واقعية وفريق عمل متميز. القادة الملهمون هم من يستطيعون تحفيز المشاعر بكلمة وإنجاز المستحيل، لأنهم مؤمنون بأنه لا وجود لكلمة مستحيل في قواميسهم.

القيادي الذي يفتقر إلى الرؤية الواضحة، هو كالكفيف الذي أوكلت إليه قيادة مجموعة في حافلة، فلا يرى الطريق أمامه ولا يستطيع الاستدلال باللوح الإرشادية، فمصيره ومصير من معه الفشل لا محالة.

عندما يقوم البعض بانتقاص إنجازات الإمارات، وينسبونها إلى الحظ فهو دليل على قلة دراية وحقد دفين. فمجمع الإنجازات التي صنعتها الإمارات يستحيل أن تكون من صنع الصدفة.. هي نتيجة نظرة مستقبلية ثاقبة، واستراتيجيات غنية وقودها الطموح اللامتناهي. والاستراتيجيات التي وضعتها القيادة في تطور دائم، وتواكب المتغيرات التي تفرضها الظروف مما جعلها فاعلة.

إن أهم الدعائم التي كانت وراء تفوق دولة الإمارات، كونها واعية بأهمية وجودها، وقرارها بأن تكون لاعباً أساسياً في تحسين العالم. فمن يعي وجوده في الحياة يعيش مختلفاً، ويضع لنفسه خططاً هادفة في الاستثمار لمصلحة الإنسان، وأيضاً كون الإمارات مؤمنة بقدراتها في الإنجاز. فما يسميه البعض فعلاً مستحيلاً، نسميه في الإمارات تحدياً ممكناً.

وأخيراً وجود البيئة المحفزة للإنجاز، التي وفرتها القيادة الحكيمة، والتي تفجر طاقات الإبداع وتدعو إلى الالتزام نحو الرؤية الموضوعة. قامت الإمارات بتسخير الكثير في الإنسان الإماراتي، ليبني مهاراته ويصقل مواهبه ويخدم بكل طاقاته، وهذا الاستثمار جلي في كل الميادين التي تتفوق فيها الدولة.

إذا ابتسم الحظ لنا كإماراتيين، فلأن الله مّن علينا بقيادة عظيمة، وأكرمنا بآباء مؤسسين عملوا جاهدين لوضع لبنات الأساس لهذه الدولة التي أصبحت مضرب المثل في مختلف المجالات.

نعم، ابتسم لنا الحظ لأننا من شعب الوالد القائد الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، رحمهما الله، اللذين كان لهما الفضل في تأسيس دولة الاتحاد. لقد ابتسم لنا الحظ فعلاً في رئيس دولتنا الوالد القائد الشيخ خليفة بن زايد،حفظه الله ورعاه.

لقد ابتسم لنا الحظ في سمو الشيخ محمد بن راشد، وفي سمو الشيخ محمد بن زايد وباقي حكام الإمارات وولاة أمرهم، حفظهم الله، فلولاهم لما كان المستحيل الذي نعيشه اليوم ممكناً.

لقد زرعنا في الإمارات بذور الطموح ورويناها بعرق الجبين، وضربنا بسواعدنا أرض الأحلام حتى أثمرت جهودنا بإنجازاتنا، وامتدت جذور هذه الشجرة بثبات في الأرض ليومنا هذا. الحاقدون على الإمارات ينظرون إلى هذه الشجرة الشامخة ويلقون عليها صخور الانتقاد، ولكن الشجرة راسخة ثابتة بتفوقها، ولن تتأثر بأقوال ضعاف النفوس والمنتقصين.

الإمارات اختارت بوصلة التميز وتبعت طريق الإنجازات المذهلة، لم تتقاعس أو تجلس على دكة الاحتياط تنتظر المسمى بالحظ أن يلقي عليها تعويذة التفوق والنجاح.. الإمارات صنعت مجدها بيدها وبمجهود أبنائها الذين تربوا على التميز.

فليستمروا في انتقادهم وفي استنقاص إنجازاتنا، وسنستمر في العمل وتحقيق المستحيل وفي خدمة البشرية ريثما يشاهدون، فنحن شعب يسطر إنجازاته من عزائمه، ليصل لطموحه الذي يبلغ عنان الفضاء. نحن إماراتيون، ولا نقبل إلا بالصدارة.

 

Email