محمد بن راشد وفلسفة القرب من الناس

ت + ت - الحجم الطبيعي

»أستطيع القول إن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت قوة مؤثرة، وبرلماناً مفتوحاً، وإعلاماً لا يمكن الالتفاف عليه«.. ربما تكون عبارة عادية من متخصص بالبرمجة أو مثقف أو ناشط على شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أنها تأخذ زخماً جماهيرياً كبيراً حين تكون صادرة من قائد بقامة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الذي خاض غمار هذا الباب الإعلامي، وأثبت قربه من الناس وقرب الناس منه، بل إنه يستنفر فيهم كل حين نوازع المشاركة بالفكرة والرأي والمشروع والخطة وصناعة القرار، والتنمية والرقابة والرعاية لمكتسبات الدولة ومنجزاتها، حتى جعل من كل متابع له عضواً في برلمان افتراضي، كل الأصوات فيه مسموعة ومحترمة ما دامت تخدم عجلة التنمية والبناء.

برصيد يتجاوز ستة ملايين متابع، حظي سموه ببرلمانيين من كل أنحاء العالم، يشاركونه عصف الأفكار عبر أدوات التواصل الاجتماعي المعروفة، حتى أصبح ضمن أفضل 10 قادة عالميين في الإعلام الاجتماعي، بل إنه أبقى الباب مفتوحاً أمام المستقبل على جميع إبداعات التقنية والبرمجيات والتواصل مع الناس بأي طريقة، فأكد سموه لمتابعيه: »سنبقى على تواصل معكم عبر هذه المواقع، وأينما وُجدت وسيلة جديدة ومبتكرة تُقربنا منكم أكثر.. سنسعى إلى الوصول إليكم من خلالها«، وجعل هذه النوافذ أدوات تنقل تفاعله النشط مع جميع شعوب العالم، معبراً عن آرائه الشخصية وفلسفته وتجربته قائداً وإنساناً.

هدف نبيل يضعه سموه وراء نشاطه في وسائل التواصل الاجتماعي، ألا وهو القرب من الناس، لا أن يدع نفسه مرتاحة ضمن الأبراج العاجية التي اعتاد بعض المسؤولين وضع أنفسهم فيها، حتى يكاد لا يعرفهم أحد من أبناء شعبهم، ولا يرونهم إلا في ما ندر من المناسبات.

يبحث سموه عن القرب من الناس ويحرص عليه، لأنه يعلم أن القائد القريب من شعبه يسمع بجلاء نبضهم ويشعر بآلامهم ويعيش همومهم لحظة بلحظة، ويسعى في حلها لأنه مؤتمن عليهم، وواجبه أن يشارك المجتمع أفراحه وأحزانه وإنجازات أفراده.

ويحرص سموه على فتح المزيد من الأبواب أمام الناس، لأنه يعلم أن الأبواب الموصدة في وجه الشعوب لا تنتج إلا المزيد من التخلف عن ركب الحضارة، والكثير من العراقيل في وجه أي نهضة يرجوها المجتمع.

ويسعى سموه إلى كل وسائل التواصل الشخصي والافتراضي، لأنه موقن تمام اليقين أن المسؤولية أمانة، والعمل لإنجاح هذه المسؤولية لا يتم إلا بروح الفريق، وأن المزيد من العيون والعقول والآراء والأفكار ستصب بلا شك في نجاح أي مشروع. تفكير ذكي في حكومة ذكية وعبر وسائل ذكية..

هذه أبرز منطلقات العمل لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فلا داعي لأن يذهب المواطن إلى أبواب الحكومة لينجز معاملاته، بل إن خدمات الحكومة تأتي إليه في منزله، وعلى مدار الساعة، ولا داعي لأن يطرق أبواب أصحاب القرار ليطرح فكرة أو يشكو حالة أو ينتقد خطأ أو يقترح مشروعاً، بل إن رئيس الحكومة بنفسه يفتح أبوابه على مدار الساعة، ليقول لجميع أبناء شعبه أنه معهم في كل وقت، فلا يتردد أحد في قول ما يريد ما دام أن الجميع يحرصون على خدمة هذا الوطن والارتقاء به..

وهو يترجم ذلك بقوله: »أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الوسيلة الإعلامية الأكثر أهمية في التواصل مع الجمهور والوصول إليه قبل أن يفكر في الوصول إلينا، وإشراكه في مبادرات التنمية والتطوير محلياً وإقليمياً وعالمياً«، وبتواضع جمّ يجعل من جميع متابعيه شركاء حقيقيين ومحركين فاعلين في إنجاح مساعيه الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.

وإذا كان الإحسان لا يقابل إلا بإحسان، فمن الواجب أمام مثل هذا القائد الإنسان، أن يبادله الجميع الحرص بالحرص والإخلاص بالإخلاص، والعطاء بالعطاء، لأن المركب للجميع وعبور أمواج الامتحانات والتحديات نجاة للجميع من الغرق، وأبواب سموه المفتوحة أطواق نجاة حتى لمن شابت أفكاره شوائب، فليفتح قلبه ولا نشك أنه سيجد عند سموه الكثير من الحرص الأبوي، للأخذ بيديه نحو جادة الصواب.

Email