ياسمين

أم مفتونة وأب مشغول

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يكف البعض عن انتقاد العالم الآخر والحياة الغربية وغزو الثقافات الآسيوية وطغيان البرغر والأندومي في حياتنا، ولوم هذه الأجيال ووصفها بالهزيلة التي لا يرتجى منها الكثير، وأنها رخوة وهشة من كثرة الدلال ورفاهية الحياة، فهي أجيال ما بعد النفط، التي لم تكابد الحياة الحقيقية، وأضعف من أن تتحمل مسؤولية نفسها، فالشباب يهتم بنضارة بشرته ويخاف من نسمات الهواء.

وبالكاد يخرج في النهار، وهو مغلف بالنعومة، والكثير منهم يلوي لسانه بالإنجليزية المطعمة بالفرنسية، وبها فلتات من العربية، ومنهم من يفتخر بأنه يجيد اللغات الآسيوية، مثل الكورية والفلبينية والأوردية، والكثير منهم غير مستوعب لمسؤولياته المستقبلية، وغير محدد الأهداف.

في حقيقة الأمر أننا تعبنا من كثرة ما نسمع من الآباء والأمهات هذه العبارات التي تتكرر علينا في كل محفل، وكأن اللوم يقع على النفط ومؤسسات الدولة، المشكلة تتلخص في أن العديد من الآباء والأمهات أصابه الطمع والبلاء، فالأم مفتونة بعملها والتحاقها ببرامج القيادة والتميز والظهور الإعلامي، والأب مشغول بالمناصب والحصول على الدرجات العلمية العليا، وإدارة أعمال تجارية.

وباقتراب شهر رمضان، هل منكم من يفكر بأن يخصص هذا الشهر الفضيل لعبادة الله وتربية الأبناء والتقارب الاجتماعي وزيارة المريض ومساعدة الفقير وأعمال التطوع والبر والتقوى، الأبناء سيكونون في إجازة، فهل ستنضمون إلى عالمهم والتعرف إلى حاجاتهم، والتخلي عن المجالس والمسلسلات الرمضانية والتسوق والسهر واستعدادات السفر.

Email