10 خطوات لخطة ناجعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيظل يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 يوماً مشهوداً في تاريخ أميركا والعالم، وحسب التقارير الفيدرالية، فقد وجهت أصابع الاتهام لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، بالمسؤولية الكاملة وراء العملية الهجومية. وقد أسفرت نتائج الهجوم عن كوارث عنيفة وتبعات مؤلمة، للأمة الإسلامية والعربية والعالم.

ومن خلال عملية الهجوم والنتائج المترتبة عليه، تبدو خطوات عملية الخطة الهجومية كالتالي: أولاً؛ تصور وطرح الفكرة لاستهداف نقاط حساسة في أميركا. ثانيا؛ مرحلة الدراسة والتخطيط وتحديد نقاط الهجوم، لتشمل برجي المركز التجاري ومبنى وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» ومبنى في مانهاتن، واختيار عملية اختطاف طائرات مدنية كوسائل للهجوم. ثالثاً؛ مرحلة الإعداد والتدريبات اللازمة للخطة، حيث تلقى منفذو العملية دروساً في معاهد الملاحة الجوية الأميركية. رابعاً؛ تنفيذ الخطة تضمن الهجوم المباشر على الأهداف بالتوقيت المدروس وهو التاسع من سبتمبر 2001. خامساً وأخيراً؛ الاستحواذ على الفوز الساحق وتوزيع الغنائم.

إن أهم العوائق الأساسية في إعداد ورسم أي خطة أحياناً، هو التركيز على الذرائع والدوافع المتراكمة، واستخدامها كوقود لتشغيل وإعداد الخطة، دون الرجوع إلى الأهداف العامة وإهمال النتائج المترتبة.

وكان الأولى عند وضع خطة الهجوم المأساوية، توقع ودراسة ردود الأفعال بعد رسم خطوات التنفيذ، فتكون الخطوة الخامسة مثلاً، ردود أفعال شعوب العالم على المسلمين، والخطوة السادسة أثر الهجوم العنيف في الدين الإسلامي الحنيف، والخطوة السابعة موقف السياسة الأميركية تجاه حكومة «طالبان» والقضاء على أنصار تنظيم القاعدة، والخطوة الثامنة الآثار المترتبة إزاء قتل المدنيين الأبرياء، والخطوة التاسعة إمكانية نشوب حرب على دولة إسلامية عربية داعمة لجماعات متطرفة، والخطوة العاشرة هي توقعات النتائج المترتبة لسياسة أميركاوالعالم تجاه العرب والمسلمين.

عجباً للمهللين والمستبشرين، هل وضع تنظيم القاعدة كل الخطوات المحتملة من جراء تنفيذ الهجوم على مائدة التخطيط؟ هل حصر كل التوقعات وردود الأفعال الممكنة من جراء عملية الهجوم وقتل مدنيين أبرياء في أهم المراكز الحساسة وفي أقوى دولة في العالم؟ ماذا حصد بعد تنفيذ عملية الهجوم؟ هل درس ردود أفعال العالم والشعوب الأخرى وتعاملهم نحو المسلمين، أو أخذ في الاعتبار ردود السياسات الأميركية وراء هذه الخطة الهجومية الخطيرة؟ ماذا جنى المسلمون من وراء تلك الهجمات؟

الخطوة العاشرة، هي مجموعة خطوات متتالية تمثل توقعات وتصورات لردود أفعال مرادفة، بعد وضع الخطوات الرئيسة لتنفيذ خطة ما، قد تصل إجمالياً بحد أدنى إلى عشر خطوات، وفي الغالب تكون الخطة استثنائية أو قراراً محورياً وغير اعتيادي، نتيجة ترسبات أو أسباب محددة.

كثيرون يمتلكون قوة نظر، كما أن هناك من يحتاج إلى عدسات بصرية تساند ضعف النظر، وقد تتفاوت درجة العدسات من شخص لآخر، وكذلك يختلف كل شخص في رؤية النتائج وردود الأفعال المتوقعة، وحيث لا توجد درجات معينة من العدسات للمدارك والأفكار لتقرب رؤية المستقبل والتكهن بالنتائج النهائية من جراء قرار أو موقف، لذا يختلف الأشخاص في مدى تفاوت تحليلاتهم للتكهنات والتوقعات المستقبلية، إلا أن هناك أشخاصاً يمتلكون قدرة فذة إبداعية ورؤية ثاقبة للمستقبل. تلك الرؤية الواضحة والتكهن بجميع ردود الأفعال المتوقعة لخطة معينة خلال برهة من الزمن، وهم الأجدر بصنع القرارات المصيرية والمستقبلية.

إن الاستعانة بالخطة العاشرة كوسيلة لصنع قرار ما، لا تقتصر فقط على المجالات السياسية، بل تشمل كافة الصعد بما فيها المجالات الاجتماعية والاقتصادية، حيث إن رسم الخطة العاشرة بكافة عناصرها وخطواتها في مساراتنا وحياتنا العملية، يغنينا عن خسائر جسيمة، إذ نستطيع من خلالها تحديد مدى جدوى قراراتنا وأفعالنا، وجدارة شروعها واستمرارها، وتمكننا من الاحتفاظ بطاقاتنا وجهودنا، أو إعادة النظر في قراراتنا وخطتنا أو إعادة هيكلتها، كما أنها توجه الطاقات والترسبات السلبية إلى قنوات أكثر إيجابية وسلمية، لتعود على الجميع بالفائدة القصوى.

Email