«إكسبو 2020».. العالم في بيتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدار أكثر من 160 عاماً كان لمعرض إكسبو العالمي دور مهم في مجال التعاون وتوطيد العلاقات التجارية والثقافية والعلمية والتسويقية بين الدول، وتبادل ما يبدعه العقل الإنساني من تطور تقني علمي جديد ومن خبرات تنموية حضرية، ولا شكّ في أن تنظيم دبي "معرض إكسبو 2020" يعدّ الحدث الأبرز عالمياً على مستوى تنظيم المعارض الدولية.

لقد تفوّقت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ حكّام الإمارات، على دول عالمية كبيرة في المنافسة على تنظيم "معرض إكسبو 2020" .

وهذا ليس بجديد على الدولة التي تملك الخبرة والكفاءة والطاقات البشرية المواطنة لتنظيم أضخم الأحداث العالمية والمعارض الدولية المهمة، وما فوز دبي باستضافة "إكسبو 2020" إلا رسالة قوية تعكس الثقل الذي باتت تحظى به الدولة في العالم، حتى أضحت مثالاً يحتذى في العديد من المجالات.

إن المراقب لاجتماعات اللجنة العليا لاستضافة "إكسبو 2020" يلمس مدى اهتمام قيادتنا الرشيدة ومواكبتها الحثيثة لتفاصيل الإعداد لهذا الحدث الاستثنائي الكبير، وتأكيدها أن المشاركة في الإعداد لهذا الحدث واجب وطني ومسؤولية مشتركة، ما يتطلب تكثيف العمل على خلق وعي مجتمعي في المقام الأول للتعريف بأهمية تنظيم دبي "معرض إكسبو 2020".

لقد أعجبني كثيراً ذلك الفيلم الذي انتشر قبيل اختيار دبي لاستضافة "إكسبو 2020"، الذي شرح لنا ما تعنيه مشاركتنا في هذا المعرض.. وأتوقع أننا بحاجة إلى تفعيله مرة أخرى وإنتاج غيره وغيره لضمان وصول التعريف بأهمية تنظيم دبي "معرض إكسبو 2020" إلى أكبر شريحة ممكنة..

وكذلك شرح فوائد استضافة هذا المعرض وآثارها والأعباء والمزايا المترتبة عن هذه الاستضافة، وأهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لخدمة توجّهات القيادة الرشيدة، وأهمية المشاركة الإيجابية الفاعلة في هذا الحدث الكبير عبر أكثر من بوابة، لانعكاسات هذه المشاركة على تعزيز ازدهار الاقتصاد الإماراتي، الذي لا شكّ في أنه سيكتسب مزيداً من القوة من خلال هذه الاستضافة..

وتسخير جميع الإمكانات للترويج للمعرض وتحديد الاحتياجات الفعلية اللازمة لإخراجه بالصورة المثلى، وتفصيل مجالات دعم جهود فريق عمل "إكسبو 2020"، وصولاً إلى تحديد أفضل الصيغ المناسبة لتوسيع مدى الاستفادة القصوى من تنظيم هذا المعرض وتحقيق الأهداف المتوخاة ليخرج بالشكل الذي يليق بمكانة الدولة.

ومن الخطوات التي يمكن أن تدعم فكرة المشاركة الفاعلة في "إكسبو 2020" وتأهيل الشباب والشابات المواطنين تخصيص حصة أسبوعية في مدارس الدولة تحت إشراف مدربين مؤهلين لإعداد الطلبة المتطوعين وفق رؤية منهجية واضحة ومرتكزة على أسس الإجادة وتعزيز المهارات الابتكارية، بهدف تزويدهم بقدرات تؤهلهم لخوض غمار المشاركة في تنظيم هذا الحدث المهم.

وكذلك البدء بتسجيل أسماء المتطوعين من شباب الإمارات، تحت إشراف وزارة التربية والتعليم والمجالس التعليمية على سبيل المثال، والعمل على تنظيم توزيع المجموعات المتطوعة حسب المهام التي سيقومون بها. وكذلك من المفيد بدء عقد دورات تدريبية في اللغات المختلفة، ولا سيّما أن عدد الدول التي ستشارك في "إكسبو 2020" نحو 180 دولة.

وبما أننا نتوقع زواراً من مختلف الفئات العمرية، لذا يجب ألا ننسى أن لأطفالنا دوراً مميزاً يمكن أن يلعبوه، حيث من الممكن تدريبهم من الآن على كيفية التواصل مع من هم في سنهم، فالفئات العمرية الصغيرة تحتاج أيضاً إلى سفراء من عمرهم يتحدثون إليهم بلغة يفهمونها، وتعرّفهم بتاريخنا وتراثنا بطريقة مبسّطة مبدعة.. وهذه ستكون بصمة مميزة لـ "إكسبو 2020".

ولا ننسى دور وسائل الإعلام المحلية المختلفة في هذه المرحلة المهمة، حيث إن لها دوراً وطنياً كبيراً في تعزيز التواصل مع اللجنة العليا لاستضافة "إكسبو 2020" بشكل مستمر، والعمل على مساعدتها على تعزيز روح الإبداع والابتكار وتلمّس أوجه القصور والخلل إن وجدت والعمل على تلافيها، ولا سيّما أن الفترة الزمنية المتاحة للقيام بالتجهيزات قبل إقامة المعرض مناسبة، حتى نصل معاً إلى تنظيم يبقى حديث الناس في العالم أجمع.

إن أنظار العالم كله ستتجه إلى المدينة الاستثنائية دبي لمتابعة "تواصل العقول وصنع المستقبل"، وبالتالي فإن تقديم صورة إيجابية مؤثرة ومشرّفة عن دولة الإمارات العربية المتحدة وعن شعبها لزوّار المعرض، الذي سيستقطب أعداداً كبيرة جداً من السيّاح والمستثمرين يتوقع أن تزيد على 25 مليون زائر، لا يتحقق إلا بعمل تراكمي منظم دؤوب مخلص وبذل الجهد في سبيل رفعة دولتنا الغالية.

 

Email