أهلي زوجوني

علاقة استمرت بينهما على مدى سنتين، يخططان للزواج ولحياة زوجية مثالية، كان يشيد بها وبرجاحة عقلها وطيف الحنان والاحترام، ينتظران الزمن ليتوج اختياره بموافقة أهله، فمعاييرهم في الزوجة المثالية تختلف عن معاييره، لم يتوان في يوم من الأيام عن أن يتحدث معها عن كل تبعات علاقتهما، وحياتهما المستقبلية، وكان يكرر على مسامعها أن «والدي وعائلتي وقبيلتي لهم الأولوية في حياتي، ولكن أنت بالقلب والعقل وقد اخترتك من بين البشر وعلينا الصبر للحصول على الموافقة»، انتظرته وأخلصت له، تحملت الكثير من أجل أن تستمر علاقة يسودها التفاهم والود والإخلاص والوفاء والحكمة وعدم التسرع في اتخاذ القرار، عندما طال انتظارها وشعرت بالمماطلة، حددت له وقتاً يجيبها فيه على استفسارها، هل يستمران معاً أم يرحل كل منهما في طريق مغاير، على أن تترك العمل الذي يجمعهما كل يوم، كانت صارمة في موقفها منه، ليفاجئها بعد شهر بأن والدته لم تؤيد ولن تبارك زواجهما، وهو لن يغضب والديه في أمر ما، فطاعتهما واجبة، وهو امتثال لأوامر الله

. عندما بدأ يتشدق بالدين وطاعة الله، تذكرت كل الموبقات والسلوكيات التي كان يمارسها قبل أن يتعرف إليها، وكيف بدأ يعدل من سلوكياته، وكيف بدأ ينظم من حياته، إلا أن بعض الأمور ظلت عالقة ومترسبة فيه، وهي في أصلها مخالفة للقيم والشريعة. وهو يقول لها اعذريني فأهلي قد زوجوني.